تنكأ في الحرج عميقاً، بعض المقارنات، وتستفزنا وننكفئ لنعيد حساباتنا…!
كيف نمت ملامحنا بسرعة، وانتكست، ومن ثم عادت وازدهرت، ولطالما بحثت عن أروقة تعيد لها كينونتها، ولكن هل توجد كينونة بعيداً عن الآخر، رغم أنه جحيمنا، ولكنه ملاذنا، معه نتحمل خيباتنا ونتعالى على الخسارات.
مونولوج طويل يتردد في ذهنها مع اقتراب ليلة العيد تذهب، جيئة وذهاباً في حديقتها الفارغة من كل البشر، كانت تمتلئ قبل العيد بأيام وينتشرون بين تلك الشجيرات المتناوبة بين المثمرة والزينة.
على عجل أغلقت الباب، ورمت بهاتفها في تلك الغرفة التي نادراً ما تدخلها، عرفت أن أوان العيد قد مضى، وأن هاتفها الذي كانت تعجز عن تركه لكثرة المعايدات ها هو اليوم صامت، مجرد رسائل مكرورة أرسلت لها من بعض المعارف.
لم تستغرب فيما مضى كانت ترسل للمكانة، التي يرونها، وليس لذاتها، تذكرت قول الفيلسوف “آلان دوبوتون” ومن الإخفاق سوف تتدفق المهانة، وهي وعيٌ حارقٌ بعجزنا عن إقناع العالم بقيمتنا ومن ثم يُحكم علينا بالنظر إلى الناجحين بمرارة وإلى أنفسنا في خزي.
حين رن جرس الباب، نفضت عن ذهنها كل هذه الأفكار، بسعادة طفل أحضر له والده حلوى العيد، فتحت الباب لترى أقرب صديقاتها مع شتلة خضراء، بسرعة هرعن إلى الحديقة لزراعتها شجرة تباشيرها تعلن ولادة لحظات العيد بثوب واسع يتسع لفرح من نوع خاص، قرب حديقة تؤرخ حكمتها أن عمق إنسانيتنا هو ما يعطي للحظات العيد معناها وفرادتها.
