الثورة- ترجمة ختام أحمد:
يحتفل السوريون في الخارج في جميع أنحاء البلاد بمرور ستة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، ويتبادلون رسائل الأمل والذكرى والدعوات إلى العدالة.
وفي مقابلات أجرتها قناة سوريا التابعة لموقع العربي الجديد في حماة، أعرب السكان عن مشاعر متضاربة حول أداء الحكومة منذ انهيار النظام، وقالت إحدى النساء: “هناك فرق كبير- قبل التحرير لم نكن نستطيع حتى فتح أفواهنا.. نشعر وكأننا نعيش من جديد”، ومع ذلك، سلّط البعض الضوء على الصعوبات المستمرة، حيث أشار أحدهم إلى أن “الناس ما زالوا جائعين، الرواتب لا تغطي أي شيء، والأسعار لا تزال مرتفعة”.
وقالت امرأة أخرى: “كنا في السابق نخشى كل شيء، حتى من التحدث في الشارع، أما الآن، فبإمكاننا التحدث بحرية”، وحذّر سوري آخر من أن السوريين يتوقعون إصلاحات جذرية، و”يجب وضع خطة لتحقيق العدالة، فالحرية بدون طعام لا تكفي”، لا أتوقع معجزات، بل مجرد ثبات، لقد عانينا من الفوضى بما يكفي، دعوا الحكومة تعمل، ولكن دعوها تُنصت أيضاً، كما أضاف: هناك بعض علامات الأمل مع التحركات نحو رفع العقوبات الأمريكية على سوريا، وهو ما من شأنه أن يفتح المزيد من الفرص للأعمال والاستثمار في البلاد.
تحدثت الكاتبة والناشطة السورية ريم علاف على موقع X، حول “موقفنا منذ فرار هذا المجنون من سوريا على عجل في الثامن من كانون الأول”، وأضافت: “كان الدعم الإقليمي والدولي لما يُسمى بسوريا الجديدة فورياً وفعالًا؛ فقد رُفعت العقوبات، ووُعِدَ بتقديم مساعدات مالية، ويُعامل الرئيس السوري أحمد الشرع كرئيس دولة، وآمل ألا يؤدي هذا إلى التراخي من جانبنا”.
وكتبت المحامية مي السعدني، المتخصصة في حقوق الإنسان: “يصادف اليوم مرور ستة أشهر على سقوط نظام الأسد الوحشي، شهدت تلك الفترة، منذ ذلك الحين، لحظات من الأمل والدمار والوعود والانتهاكات، أُؤمن بشدة بالعديد من السوريين الذين قاوموا كل الصعاب، والذين يرفضون القبول بأي شيء أقل من سوريا لجميع السوريين”.
ويصادف هذا التاريخ أيضاً الذكرى السادسة لرحيل عبد الباسط الساروت، الشخصية الثورية وحارس المرمى المحترف السابق، الذي استشهد عام 2019 متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال معاركه مع قوات النظام في شمال حماة.
انضم الساروت، المعروف بـ”حارس الثورة”، إلى الثورة في العشرين من عمره، وقاد في البداية مظاهرات سلمية في حمص قبل أن يحمل السلاح، قاتل إلى جانب جيش العزة حتى وفاته في 8 /كانون الأول 2019، وهو نفس تاريخ سقوط الأسد عام 2024.
كان الساروت نجماً صاعداً في كرة القدم السورية، حيث لعب حارس مرمى للمنتخب الوطني تحت 21 عاماً ونادي الكرامة، وخلال الحرب، عانى فقدان ثلاثة من أعمامه وإخوته الأربعة على يد النظام قبل أن يُقتل هو نفسُه.
بعد سنوات من الحصار في حمص، نزح إلى شمال سوريا وانضم إلى المقاومة المسلحة عام 2018، وفي حديثه عن إرث الساروت، كتب رائد الصالح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث والرئيس السابق للخوذ البيضاء، على موقع X: في ذكرى استشهاد البطل عبد الباسط الساروت يبقى صوته الذي نادى بالحرية والكرامة حاضراً فينا، وارتفعت هتافاته فوق صوت الرصاص لتعبر عن إرادة شعب بأكمله، لن ننسى من ضحوا بأرواحهم من أجل سوريا حرة كريمة، كما نتذكر شهداء الدفاع المدني السوري الذين أنقذوا أرواحاً تحت القصف وضحوا بأرواحهم لحماية المدنيين.
من ساحات الثورة إلى مواقع الإنقاذ، يسطّر الشهداء الذاكرة السورية الحقيقية، بالإضافة إلى ذلك، استغلت المخرجة المرشحة لجائزة الأوسكار وعد الخطيب مناسبة الذكرى الشهرية السادسة لإطاحة الأسد للعودة إلى مسقط رأس عائلتها في مصياف بعد 13 عاماً في المنفى.
اشتهرت الخطيب بفيلمها الوثائقي الحائز على جائزة ” إلى سما”، والذي وثق الحياة تحت الحصار في حلب، وقد فرت من سوريا في عام 2016، وقد تم الاحتفال على نطاق واسع بعودتها مع زوجها الدكتور حمزة الخطيب باعتبارها لحظة رمزية للأمل بالنسبة للبلاد وهي تواصل إعادة بناء نفسها، بما في ذلك مجتمعها المدني.
وكان الأسد قد فر إلى روسيا عندما اقتربت الفصائل المسلحة من العاصمة دمشق في 8/كانون الأول من العام الماضي، تاركاً وراءه إرثاً من البلد المدمر، ومجموعة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مع مقتل أكثر من 500 ألف شخص في الحرب التي أشعلها.
المصدر _ The NewArab