الثورة:
أعلنت مؤسسة الخطوط الجوية السورية عن تعليق مؤقت لكافة رحلاتها الجوية، حتى إشعار آخر، في خطوة احترازية تأتي على خلفية التوترات الأمنية المتصاعدة في المنطقة، وأوضحت المؤسسة، في بيان رسمي نشرته عبر صفحتها على فيسبوك، أن هذا القرار يهدف إلى ضمان أعلى مستويات السلامة للركاب وأطقم الطيران، مؤكدة أنها ستعلن عن استئناف الرحلات فور استقرار الأوضاع وعودة الأجواء إلى طبيعتها.
وفي سياق متصل، أفادت الشركة بتحويل مسار الرحلة رقم RB444 القادمة من إسطنبول مساء اليوم إلى مطار حلب الدولي بدلاً من مطار دمشق، مشيرة إلى أنه سيتم تأمين وسائل نقل خاصة لنقل الركاب من مطار حلب إلى العاصمة، بإشراف مباشر من الشركة.
ويأتي هذا القرار بعد إعلان رئيس هيئة الطيران المدني السوري، أشهد الصليبي، عن إغلاق مؤقت للأجواء السورية حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة، ضمن إجراءات احترازية لحماية الطيران المدني.
وأكد الصليبي في تصريح لوكالة سانا الرسمية أن الهيئة تتابع التطورات الجوية الإقليمية عن كثب، وستعيد تقييم قرار الإغلاق في موعده المقرر، مع إمكانية تمديده أو إنهائه بناء على معايير السلامة الجوية.
ودعا الصليبي جميع شركات الطيران والمسافرين إلى متابعة التحديثات الرسمية الصادرة عن الهيئة، مشدداً على أن سلامة الركاب والطواقم تمثل أولوية قصوى لدى المؤسسة في ظل التصعيد الإقليمي الراهن.
من جانبها، كانت الخطوط الجوية السورية قد أعلنت في وقت سابق عن إيقاف رحلاتها المقررة إلى السعودية والإمارات، نظراً لإغلاق المجالين الجويين الأردني والعراقي نتيجة التوترات العسكرية المتصاعدة في المنطقة.
وأكدت المؤسسة في بيانها الصادر بتاريخ 13 حزيران/يونيو أنها تتابع الأوضاع لحظة بلحظة، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن أي تحديثات تتعلق باستئناف الرحلات فور توفر الظروف الملائمة.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب واحدة من أعنف الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية فجر يوم الجمعة، ضمن عملية استهدفت منشآت نووية ومقاراً عسكرية وقادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، ما دفع العديد من دول المنطقة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية، أبرزها إغلاق المجال الجوي وتعليق الطيران المدني.
وفي الأردن، أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني تعليق كافة الرحلات الجوية القادمة والمغادرة والعابرة لأجواء المملكة مؤقتاً. وقال رئيس مجلس مفوضي الهيئة، هيثم مستو، إن القرار يأتي التزاماً باتفاقية شيكاغو الخاصة بسلامة الملاحة الجوية، ويُعد جزءاً من خطة طوارئ لحماية أرواح الركاب وضمان أمن الطيران.
وفي الإطار ذاته، أعلنت الشركة العامة لخدمات الملاحة الجوية في العراق إغلاق المجال الجوي العراقي بالكامل وتعليق جميع الرحلات من وإلى مطارات البلاد، ضمن إجراءات احترازية لمواجهة تصاعد المخاطر الأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
وتعكس هذه القرارات مدى الترقب والحذر الذي يطغى على أجواء المنطقة، مع استمرار متابعة الجهات المختصة للتطورات الميدانية واتخاذ ما يلزم من تدابير لضمان أمن حركة الملاحة الجوية وسلامة المسافرين.