الثورة- ترجمة هبه علي:
لقد استهدف الهجوم الإسرائيلي على إيران “قلب البرنامج النووي”، بما في ذلك منشآته ومصانع الصواريخ الباليستية وكبار القادة العسكريين.
وتعهد الزعيم الإيراني بتوجيه “ضربات ثقيلة” رداً على الهجوم، وأطلق ليلة الجمعة وابلاً من الصواريخ على إسرائيل، مما أدى إلى إصابة العشرات.
ولكن ما هي القدرات العسكرية الإيرانية- وإلى أي مدى تشكل تهديداً كبيراً؟.
يقدر عدد قوات الحرس الثوري الإيراني، التابع للمرشد الأعلى لإيران، بنحو 125 ألف جندي، موزعين على وحدات الجيش والبحرية والجوية، ويعتقد بعض المحللين أن الرقم أعلى بكثير.
كما أنها تسيطر على ميليشيا الباسيج الدينية، وهي قوة شبه عسكرية تطوعية موالية للمؤسسة، وتستخدم في كثير من الأحيان لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ويقول المحللون: إن عدد متطوعي الباسيج قد يصل إلى الملايين.
فيلق القدس.. هو الذراع شبه العسكري والتجسسي الذي يدير العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، وهو يؤثر بشكل كبير على الميليشيات المتحالفة معه في جميع أنحاء الشرق الأوسط. والحرس الثوري الإيراني، الذي صنفته الولايات المتحدة كجماعة إرهابية، يريد تشكيل الشرق الأوسط لصالح طهران.
ويتمتع الحرس الثوري الإيراني بقدرات برية وجوية وبحرية، ويشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، والذي يعتبره الخبراء الأكبر في الشرق الأوسط.
وقد استخدمت هذه الصواريخ لضرب المسلحين في سوريا وشمال العراق.
واتهمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية والمملكة العربية السعودية، إيران بالمسؤولية عن هجوم صاروخي وطائرات بدون طيار في عام 2019 أدى إلى شل أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في المملكة العربية السعودية، ونفت طهران أي تورط لها في الهجوم.
ويمتلك الحرس الثوري جناحاً استخباراتياً خاصاً به ويمتلك معدات قتالية تقليدية واسعة النطاق، وهو ما استعرضه من خلال مشاركته في الصراعات في سوريا والعراق.
ويعتقد الخبراء أن مخزون إيران من الصواريخ الباليستية والمجنحة لديه القدرة والمدى الكافيين لضرب أي هدف داخل منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركي، فإن إيران تمتلك أكبر عدد من الصواريخ الباليستية في المنطقة.
وفي نيسان من العام الماضي، نشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية (إيسنا) تفاصيل عن صواريخ قالت إنها قادرة على الوصول إلى إسرائيل.
ومن بين هذه الطائرات طائرة “سجيل”، القادرة على الطيران بسرعة تزيد عن 10500 ميل في الساعة، ويبلغ مداها 1550 ميلاً.
ويبلغ مدى صاروخ خيبر 1240 ميلاً، في حين يستطيع صاروخ الحاج قاسم الوصول إلى أهداف على مسافة 870 ميلاً.
وتقول إيران: إن صواريخها الباليستية تمثل رادعاً وقوة انتقامية مهمة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وأهداف إقليمية محتملة أخرى، وتنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق أنها نجحت في بناء طائرة بدون طيار متطورة محلية الصنع تدعى مهاجر-10 بمدى تشغيلي يبلغ 1240 ميلاً.
وزعم الإيرانيون أن الطائرة قادرة على الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة بحمولة تصل إلى 300 كيلوغرام (660 رطلاً).
وفي صيف عام 2023، قدمت إيران ما وصفه المسؤولون بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي محلي الصنع، حسب ما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية.
يمكن للصواريخ الأسرع من الصوت أن تطير بسرعة أكبر من سرعة الصوت بخمس مرات على الأقل، ويمكنها أن تتخذ مساراً معقداً، مما يجعل اعتراضها أمراً صعباً.
وتقول جمعية مراقبة الأسلحة، وهي منظمة غير حكومية مقرها واشنطن: إن برنامج الصواريخ الإيراني يعتمد إلى حد كبير على التصاميم الكورية الشمالية والروسية، كما تلقى مساعدة صينية، مضيفة أن الصواريخ الباليستية الإيرانية قصيرة ومتوسطة المدى تشمل صاروخ شهاب-1، الذي يقدر مداه بنحو 190 ميلاً.
وتملك إيران صواريخ كروز مثل Kh-55، وهو سلاح قادر على حمل رؤوس نووية ويطلق من الجو ويبلغ مداه 1860 ميلاً، صاروخ خالد فرزة المضاد للسفن المتطور، الذي يبلغ مداه التقريبي 186 ميلاً، قادر على حمل رأس حربي يزن 1.1 طن.
توصل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران لم تمتثل لالتزاماتها النووية لأول مرة منذ عشرين عاماً، وذلك بعد أن تعهدت بفتح منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم “في مكان آمن”.
وكان المرشد الأعلى للبلاد قد أوضح في حزيران 2023 كيف أن الدول الغربية لا تستطيع منع إيران من تصنيع الأسلحة النووية، وقال في ذلك الوقت، آية الله علي خامنئي: إن التوصل إلى اتفاق مع الغرب أمر ممكن، ولكن فقط إذا ظلت البنية التحتية النووية سليمة.
