الثورة – فادية مجد:
عندما تتحول الأشياء التالفة بين يديها إلى تحف جميلة، وتعيد إحياء الأشياء التي مصيرها الرمي إلى أشياء مفيدة وتوظفها بالشكل الأجمل والمكان المناسب، لتتشكل لديها قطع فسيفساء شغلت بصبر وشغف كبير انطلاقاً من إيمانها الكبير بأهمية إعادة تدوير النفايات باعتبارها ثروة كبيرة يجهل الكثيرون أهميتها.
نعم.. ما سبق هو حال السيدة جمال حنوش، جمال التي كانت اسماً على مسمى، وبين يديها صنع الجمال، من إعادة تدوير النفايات.
“الثورة” تواصلت مع السيدة حنوش التي تنتمي إلى منطقة مشتى الحلو، خريجة معهد الكترون، متزوجة وربة منزل، وتقول: رغم أن دراستي بعيدة كل البعد عن هوايتي في تدوير النفايات والتي بدأتها من عادتي عند شراء أي قطعة حتى لو كانت جاهزة أن أضع لمسات يدي عليها حسب رؤيتي الجمالية لها، ومن هنا انطلقت في تدوير النفايات المنزلية وما أكثرها (قشور بيض، بقايا القهوة، بذور الفواكه، كراتين البيض والعلب) وذلك عبر إعادتي إحياء تلك المواد من جديد بتشكيل جميل ومفيد في الوقت نفسه.
وقدمت أمثلة على عملها في تدوير النفايات كأبسط مثال، إذ تقوم بجمع قشور البيض وتغسلها ومن ثم تجففها، لترسم وردة أو شجرة، وبعدها أقوم بلصق قشور البيض عليها وكل ذلك مشكل ومرسوم على صينية ضيافة قديمة لم أقم برميها.
وحول موضوع النفايات بينت حنوش لو أن كل شخص عرف الاستفادة منه وتوظيفه بشكل مناسب لأدرك كم هو ثروة كبيرة، منوهة بأن تدوير النفايات يتوجب من العامل فيه أن يكون شغوفاً بالعمل، متمتعاً بالصبر والتفكير الدائم بالطريقة لاختراع شيء مهم نعيد إحياءه من جديد ونستفيد منه، ونحول الكثير من النفايات إلى تحف ولوحات فنية من قطعة قماش، رمل، زجاج مكسر ،علب بلاستيك، وغيرها.
وأشارت إلى أن الورقة والقلم هما رفيقاها اللذان لا تستطيع الاستغناء عنهما، فبلحظة تخطر الفكرة، وعلى الفور يتم التنفيذ وطبعاً على عدة مراحل، قد تتطلب عجن المادة ومن ثم لصقها أو ربما صبغها أو تشكيلها من خلال تقطيعها معتمدة على عدة أنواع من النفايات، فلا شيء عندي لا فائدة منه، الأنبولات أحولها لشمعدانات، حتى الرمل أستفيد منه وأصبغه، وأضيفه للمواد التي أقوم بتدويرها، أرضية عملي هي الخشب، كما أن الورق والملابس القديمة كذلك أقوم بإعادة تدويرها وتشكيل عجينة منها بطريقتي الخاصة وإنتاج مواد جديدة.
وعن أبرز مشاركاتها أفادت: شاركت بمعارض داخلية كثيرة أذكر منها معرض دمشق الدولي مع البيئة، وفي مدينة حماة خان رستم باشا، ونلت شهادات وجوائز وتكريم على ضوئها.
إضافة لعملها قدمت خبرتها ودربت كثيرين، أما خارجياً فشاركت في معارض خارجية في الأردن وتونس وإيطاليا وكانت مجمل أعمالها عبارة عن أعمال فسيفساء، حجر جامع، وكنيسة في الأردن، ولوحات جدارية من السيراميك وبورتريهات وجوه في تونس، وفي ايطاليا على بحر ماروتا.
شاركت بصنع جداريات صغيرة، إضافة لعرض اعمال خاصة بها، والتي لاقت جميعها الاستحسان ورفعت اسم سوريا من خلال التكريمات التي نالتها. وختمت حنوش بتوجيه النصيحة لكل سيدة أن تستفيد من النفايات وألا ترميها، وأن تستغل أوقاتها بعمل ممتع، شرط تحليها بالصبر وحب ذلك العمل، وبذلك العمل يتحول منزلها إلى تحف جميلة ومفيدة، وتستطيع مساعد أسرتها بمورد مادي من خلال عملها الذي يمكنها أن تقدمه لكل مهتم وشغوف بالأشياء المميزة والفريدة.