امتحان الرياضيات.. بين الصدمة والتحدي!.

الثورة – لينا شلهوب:

مع دقات الساعة الثامنة صباحاً، جلس آلاف الطلاب من الصف التاسع بمقاعدهم في قاعات الامتحان، يواجهون مادة، لطالما أثارت رهبة في قلوبهم: ألا وهي الرياضيات، ولكن ما إن انقضت الساعتان حتى بدأت القصص تُروى من خلف جدران القاعات، تتناقلها الألسن بين دهشة، وامتعاض، وربما شعور بالإنجاز.

للوهلة الأولى

الأسئلة كانت مفاجأة!. هكذا بدأ الطالب مازن حديثه خلال لقاء أجرته “الثورة” معه وهو يخرج من مركزه الامتحاني في البرامكة بدمشق، يتصبب عرقاً ويقلّب ورقة الأسئلة بقلق، مضيفاً: الامتحان فيه أسئلة مباشرة، لكن هناك مسائل لم أفهم ما المطلوب منها، خصوصاً السؤال الأخير!.

علاء عبّر عن دهشته: هناك أسئلة تبدو للوهلة الأولى سهلة، لكن عندما يبدأ الحل يتوه الطالب وفجأة يشعر بضرورة إعادة التفكير، بمعنى أنها ليست صعبة، لكنّها تحتاج ذكاءً.

أما رغد فكان رأيها أكثرإيجابية لافتة إلى أن الامتحان بحاجة لتركيز، لكنّه ليس صعباً، وإذا الطالب درس جيداً وبتمعّن، يستطيع حل مجمل الأسئلة، منوهة بأن الإجابة على الأسئلة استهلكت كلّ الوقت.

فيما رأته دارين منصفاً، مبينة أن الأسئلة تختبر كيف يفهم الطالب، بعيداً عن التلقين والحفظ، مؤكدة أن الأسئلة سهلة لكنّها كثيفة وتحتاج وقت أطول.

الآراء انقسمت ما بين الارتياح والحيرة، بين من وصف الامتحان بـ”العادل”، وآخرين رأوه يحتاج إلى مستوى تفكير عالٍ وبات من الواضح أن الرياضيات هذا العام لم تمر مرور الكرام، حيث أثار سؤال أو اثنان جدلاً واسعاً، وبدأت التساؤلات تُطرح: هل كان الامتحان في مستوى الطالب المتوسط، أم أنه تجاوز المتوقع؟.

المراقبون: مفاجآت وتكافؤ

في المقابل، تحدثناً إلى عدد من مدرسي مادة الرياضيات الذين راجعوا نموذج الأسئلة فورصدوره، الأستاذ سامر ش. وهو مدرّس بخبرة 20 عاماً في تعليم الرياضيات، قال: الورقة الامتحانية موزونة من حيث التوزيع، لكنّها لم تخلُ من الأسئلة التي تقيس التفكير المنطقي والتحليل، خاصة في القسم الأخير من النموذج، وهذا أمر جيد إذا أردنا رفع سوية التفكير لدى الطلاب، لكنه يحتاج إلى تدريب مسبق.

المدرّس فارس يرى أن الوزارة تحاول الابتعاد عن النمطية، والأسئلة فيها تنوّع، وتحتاج إلى تركيز، ومن الواضح ضرورة اللجوء إلى الفهم الحقيقي، بعيداً عن الحفظ.

أما المراقبة نسرين ح. التي رافقت الطلاب طيلة الامتحان، فقد لاحظت توتراً نوعاً ما، قائلة: رأيت وجوهاً شاحبة، وبعض الطلاب تراجعوا أكثر من مرة عن إجاباتهم، في المقابل، البعض أنهى قبل الوقت وهو واثق، يبدو أن الامتحان ميّز بين الطالب المتوسط والمجتهد.

وأيّدت المراقبة هيلانة التي كانت ضمن الكادر في أحد مراكز دمشق، الاختلاف الملحوظ في تعامل الطلاب مع الأسئلة: بعض الطلاب أنهوا بسرعة وبثقة، وآخرون استنفدوا الوقت بأكمله حتى آخر دقيقة استمروا بإعادة النظر بإجاباتهم، كما لاحظنا أن بعض الطلاب عندما اطلعوا على الأسئلة وظهر لهم سؤال خارج النمط المعتاد، انتابهم التوتر.

وبين الترقّب والقلق، تبقى نتائج الرياضيات هي الكلمة الفصل التي ستُعلن في قادم الأيام، لتحدد مصير آلاف الطلاب الطامحين نحو التعليم الثانوي.

فهل كان امتحان الرياضيات تحدياً إيجابياً؟ أم مجرد محطّة قاسية في طريق طويل؟. الأيام وحدها ستجيب.

آخر الأخبار
"صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا إشارات ذكية وتدريب نوعي لرفع كفاءة كوادر المرور أسدل ستارته..  معرض دمشق.. منصة تشاركية للاستثمار والعمل   إعادة الأموال المنهوبة… بين البعد السياسي والاقتصادي لإعمار سوريا  الدفاع المدني يجدد المطالبة بالإفراج عن حمزة العمارين المختطف في السويداء  الداخلية العراقية تنفي رواية روجها "الحشد الشعبي" بوقوع اشتباكات مع مسلحين على الحدود السورية