الثورة – سيرين المصطفى:
مع عودة الأهالي المغتربين إلى سوريا عقب سقوط النظام البائد، بدؤوا يفكرون بإعادة أبنائهم إلى مدارس البلاد كي يكملوا تعليمهم فيها، لكن حال ضعفهم في اللغة العربية بينهم وبين متابعة التعليم بشكل طبيعي كباقي زملائهم، وخاصة الذين كانوا يقيمون في تركيا.
أعلنت منظمة “بارقة أمل” عبر منصات التواصل الاجتماعي عن مبادرة تعليمية بعنوان “جُذوري” في مدينة إدلب، وهي عبارة عن برنامج يهدف إلى تقديم الدعم اللغوي للطلاب العائدين، وقد تواصلت المنظمة مع شخصيات من المجتمع المحلي لدعم المبادرة والمساهمة في نشرها، كما نسّقت مع مديرية التربية لتعميم المبادرة على المجمعات التربوية ومديري المدارس، بهدف نشرها في مجموعات الواتساب الخاصة بكل مدرسة.
التقت صحيفة الثورة بـ “سوسن السعيد”، المديرة التنفيذية لمنظمة “بارقة أمل”، التي كشفت عن تفاصيل المبادرة وأهدافها. وقالت في تصريح خاص: إن “المبادرة حالياً مدعومة من فريق بارقة أمل، ويتم التنسيق مع متبرعين للمشاركة في دعمها. وتشمل خطة العمل تقسيم الطلاب إلى مستويات مبتدئة ومتقدمة ضمن برنامج القراءة العلاجية، بهدف وصول الطلاب إلى مستوى صف السادس.
بعدها، سيتم متابعة الطلاب الأكبر سناً عبر برنامج التعليم المسرع المعتمد من وزارة التربية”.
ولفتت السعيد إلى أن الهدف من المبادرة هو تمكين الطالب العائد من بلد الاغتراب من الوصول إلى مستوى في اللغة العربية يوازي مستوى أقرانه في المدارس السورية، ما يسهم في دمجه مع زملائه وتجاوز ضعف اللغة الذي يشكل عائقاً أمام تحصيله الدراسي، وقد يؤدي أحياناً إلى إحباطه ونفوره من المدرسة.
حددت السعيد نطاق تنفيذ المبادرة في مدينة إدلب، ضمن مدارس تمّ التنسيق معها عبر مديرية التربية والتعليم، موزعة في مناطق متفرقة من المدينة لتسهيل وصول أكبر عدد من الطلاب إليها، وتشمل (مدرسة التحرير في منطقة الضبيط، مدرسة البنيان المرصوص في حي الجامعة، مدرسة عبد الرحمن الغافقي بجانب معهد إعداد المدرسين).
بدأت المنظمة باستقبال طلبات التسجيل في 15 حزيران/يونيو الماضي، وتستمر المبادرة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، وتنتهي بعد بداية العام الدراسي بفترة قصيرة.
حتى اليوم، تم تسجيل 170 طالباً، والتسجيل مستمر حتى بداية الأسبوع القادم مع انطلاق البرنامج وبدء الدروس، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي إلى 250 طالباً.
أما بالنسبة للكادر التعليمي المسؤول عن تقديم الدروس، فقد تم التنسيق مع مديرية التربية لترشيح معلمات تربية معلم صف وفق معايير تتناسب مع البرنامج المعتمد، إضافة إلى مدرسين متخصصين في اللغة العربية لتدريس الطلاب في المستوى المتقدم.
وذكرت السعيد أن المبادرة تواجه حالياً بعض الصعوبات، منها ارتباط الكوادر التعليمية بالعملية الامتحانية لطلاب الشهادات، بالإضافة إلى انشغال المدارس بإجراء الامتحانات، ما أدى إلى تقليل عدد المدارس المتاحة للمبادرة.
وختمت حديثها بالقول إن فريق المنظمة تلقى العديد من القصص التي رواها أولياء أمور الطلاب عن وضع أبنائهم، وخصوصاً ضعفهم في اللغة العربية، والذي يشكل عقبة كبيرة أمام قبولهم فكرة البقاء في سوريا ومتابعة دراستهم.
هذا الواقع كان الدافع الأساسي لإطلاق المبادرة والإصرار على الاستمرار بها.