إنها مفردات لغة تشكيلية منبثقة عن بيئة احتلت مكاناً في المخيلة، كون “الأغباني” يعتبر سراً من الأسرار توارثته النساء عن الأمهات والجدات، فالسر يكمن في قوة فن ابتكرته نساء للعمل في منازلهن، وارتبطت بأبرز فنون النسيج المحلي وانتشار زخارفه المطرزة حتى أصبحت من صلب التراث البصري إلى جانب النقوش على الخشب والحجر والمعدن المشتهرة بها سورية.
مزيج ثري ومتنوع
وهناك طموح لدى القائمين على المشروع لإحياء حرفة يدوية جميلة والحفاظ عليها كمركز للتراث السوري الأصيل والمساعدة في تمكين المرأة السورية خلال الظروف الصعبة.
يبدأ العمل من ابنة دوما سمية حجازي باعتبارها أتقنت مهنة ورثتها من والدتها عن جدتها، بدورها علمتها لابنتيها سهام وسامية الجيرودي حيث تختص كلٌّ منهن بجزء من العمل، فالأم وابنتها سهام تطرزان بينما تتوجَّه ابنتها الثانية إلى الطباعة على القماش وفق زخارف معدة على الخشب والحديد بعد غطسها بالنيلة.
من جهتها هدى هنادي تستلم القطعة بعد تطريزها حتى الانتهاء منها لتغسلها من كافة الشوائب العالقة بها من الرسومات، ويكون بالغسالة الأوتوماتيك لبعض القطع بينما تجد في أخرى غسيلها يدوياً، مستخدمة صابون الغار لقطع تتسم بنعومتها ورهافة قماشها حتى لا يصيبها الضرر.

لنساء المغيبين والمفقودين
