الثورة :
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحث خلاله تطورات الملف السوري وتداعيات الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا استمرار دور أنقرة في تسهيل الحوار بين الأطراف المعنية لتجاوز الأزمات.
شدّد أردوغان، وفق ما أعلنته الرئاسة التركية، على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية، معتبرًا أن هذه الاعتداءات تمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة بأكملها. كما أعرب عن قلقه العميق حيال الاشتباكات التي اندلعت مؤخرًا في محافظة السويداء عقب انسحاب القوات السورية منها، محذرًا من أن استمرار هذه المواجهات من شأنه أن يُفاقم حالة الفوضى ويهدد أمن الجنوب السوري.
أكّد أردوغان تمسك بلاده بخيار الحل السياسي كمسار أساسي لحل الأزمة في سوريا، مشيرًا إلى أن تركيا تواصل جهودها من أجل دعم التنمية وتعزيز الأمن والاستقرار، بما يضمن وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها، بعيدًا عن أي تدخلات تساهم في تأجيج النزاع.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي للكرملين أن الرئيس الروسي تبادل مع نظيره التركي وجهات النظر بشأن الوضعين السوري والأوكراني، مؤكدًا اتفاق الجانبين على ضرورة دعم مسار الحوار وتعزيز التوافق الوطني بين السوريين كمدخل لضمان استقرار البلاد.
أوضح الكرملين أن بوتين جدّد تأكيده على التزام روسيا بالحلول السياسية والدبلوماسية لتسوية الحرب في أوكرانيا، وعبّر عن تقديره للدور التركي في تسهيل المفاوضات الثنائية مع كييف، وللجهود المبذولة من قبل أنقرة لدعم المسار السلمي وإنهاء النزاع المستمر.
ويأتي هذا في أعقاب تطورات أمنية خطيرة شهدتها السويداء خلال الأيام الماضية، بدأت بانسحاب القوات العسكرية والأمنية من بعض المناطق في المحافظة استجابةً إلى تهدئة التوترات المتصاعدة، غير أن هذا الانسحاب استُغل من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون لشنّ هجمات انتقامية ضد مدنيين من عشائر البدو، تخللتها عمليات حرق منازل وتهجير قسري لعائلات، وفق ما أكدته مصادر رسمية ومحلية.
وقد أثارت هذه التطورات ردود فعل واسعة عربيًا ودوليًا، حيث جدّد الرئيس الشرع في بيان سابق التزام الدولة بمحاسبة جميع المتورطين، وضمان بسط سيادة القانون على كامل التراب السوري، في حين أدانت عدة دول عربية وتركيا تلك الاعتداءات، وأعربت عن دعمها لوحدة سوريا واستقرارها، محذرة من تداعيات استمرار الفوضى في الجنوب السوري.