الثورة – فادية مجد:
الشعور بالأمان أساس البنية النفسية السليمة لدى الأطفال.. فكيف نزرع هذا الشعور فيهم، لينمو الطفل بشكل متوازن وسوي..
لتسليط الضوء على ذلك تواصلنا مع ميسم وطفي دكتوراه في تربية الطفل- اختصاص صحة عقلية ونفسية والتي أفادت: الأمان لدى الأطفال هو أحد الركائز الأساسية لنموهم الصحي والسليم، سواء من الناحية النفسية أم الجسدية أم الاجتماعية.
ما هو الأمان وماذا يشمل؟
وعرفت الأمان بأنه شعور الطفل، أنه محمي من الأذى، سواء كان جسدياً، أم نفسياً، أم عاطفياً، مبينة أن الشعور بالأمان يشمل عدة نواح هي الأمان الجسدي: ويتجلى بحماية الطفل من الحوادث، العنف، أو الإهمال، وهناك الأمان النفسي والعاطفي وهو شعور الطفل بالحب، القبول، والاستقرار في بيئته، والأمان الاجتماعي يتجلى بوجود علاقات صحية مع الأهل والأقران، وعدم التعرض للتنمر أو العزلة.
أهمية الشعور بالأمان
وعن أهمية الأمان في حياة الطفل ذكرت .د. وطفي أن أهميته تتمثل بتعزيز الثقة بالنفس، فالطفل الذي يشعر بالأمان، يكون أكثر قدرة على التعبير عن نفسه، واستكشاف العالم.
ومن أهميته أيضاً النمو العقلي والسلوكي السليم، إذ يخلق الأمان بيئة تساعد الطفل على التعلم والتطور من دون خوف، كما تظهر أهمية الأمان في الوقاية من الاضطرابات النفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو اضطرابات السلوك، يساهم الشعور بالأمان ببناء علاقات صحية، فالطفل الآمن يتعلم كيف يثق بالآخرين، ويتفاعل معهم بشكل إيجابي.
كيف نوفره؟
ولدى سؤالنا عن كيفية توفير الأمان للأطفال قالت: لتوفير ذلك نبدأ من المنزل من خلال توفير بيئة مستقرة وخالية من العنف، والاستماع للطفل واحترام مشاعره، ووضع قواعد واضحة ومفهومة للسلوك.
أما في المدرسة فيتوجب مكافحة التنمر، وتدريب المعلمين على التعامل مع الأطفال بحساسية واحترام، مع توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، وعلى صعيد المجتمع، ينبغي سن قوانين تحمي حقوق الطفل، وتوفير أماكن آمنة للعب والنشاطات، مع العمل على نشر الوعي حول أهمية حماية الأطفال.
وفي حالات الحروب
وأكدت د. وطفي أنه في حالات الحروب، يصبح الطفل من أكثر الفئات ضعفٱ وتأثراً، ويحتاج إلى دعم شامل يراعي احتياجاته الجسدية والنفسية والاجتماعية، مبينة أنه في مثل هكذا ظروف يتوجب تقديم الحماية الجسدية من خلال توفير مأوى آمن غذاء وملء وملابس ودفء ورعاية صحية بعيدًا عن مناطق القصف أو الاشتباكات مع الدعم النفسي والعاطفي من خلال الاستماع للطفل والسماح له بالتعبير عن مشاعره من دون حكم، والطمأنة المستمرة بالكلمات والسلوك، ليشعر بالأمان رغم الظروف، مع تقديم أنشطة علاجية مثل الرسم، اللعب، أو القصص لمساعدته على الهدوء النفسي.