الرئيس الشرع عقب أحداث السويداء: لا استقرار دون سيادة الدولة و وحدة الصف الشرع: الدولة لن تسمح بتحويل السويداء إلى ساحة صراع خارجي
الثورة :
أكد رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع في كلمة حول أحداث السويداء، عقب إعلان وقف إطلاق النار، أن المواجهات التي اندلعت مؤخراً في محافظة السويداء مثلت لحظة فارقة في المسار الأمني والسياسي للبلاد، محذراً من أن الأحداث كادت تنفلت من السيطرة لولا تدخل الدولة لضبط الإيقاع ومنع انهيار الاستقرار المحلي.
وأوضح الشرع أن الحكومة السورية، رغم دقة الوضع، نجحت في احتواء التصعيد وفرض التهدئة، إلا أن التدخل الإسرائيلي الأخير في الجنوب عبر قصف مواقع مدنية وحكومية في دمشق أدخل البلاد في منعطف بالغ الخطورة، ما دفع واشنطن وعدداً من العواصم العربية إلى التحرك الفوري للوساطة ووقف التدهور.
وأشار إلى أن انسحاب القوات الرسمية من بعض المناطق فتح المجال أمام مجموعات مسلحة داخل السويداء لتنفيذ هجمات انتقامية ضد أبناء العشائر البدوية، ما أدى إلى موجة من الانتهاكات بحق المدنيين ودفع بعشائر أخرى للتدخل دفاعاً عن ذويهم المحاصرين داخل المحافظة.
وشدد الرئيس الشرع على أن الدولة لم تتخلَّ عن السويداء في أي مرحلة بعد تحرير سوريا، بل قدّمت لها الدعم على مختلف المستويات، لكن أطرافًا محلية استغلت هذا الدعم لخدمة أجندات تتناقض مع دور المدينة التاريخي في حفظ توازن البلاد ووحدتها.
وانتقد الرئيس محاولات بعض الأطراف الخارجية التلاعب بواقع السويداء واستخدامه كورقة ضغط في صراعات إقليمية، مؤكداً أن مثل هذه السياسات لا تؤدي إلا إلى تعقيد المشهد وتوسيع رقعة الفوضى.
كما أكد أن الدولة السورية وحدها تملك الحق والقدرة على فرض السيادة واستعادة الاستقرار في كل نقطة من أراضيها، داعيًا إلى ضرورة توحيد الصفوف في هذا التوقيت الحرج والابتعاد عن النزاعات التي تهدد مستقبل الوطن.
ووجه الشرع شكره للولايات المتحدة الأمريكية على ما وصفه بموقف داعم في هذا الظرف الصعب، كما أشاد برفض كل من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي للعدوان الإسرائيلي والانتهاكات المتكررة للسيادة الوطنية.
ورفض الرئيس الشرع تعميم التهم على أبناء الطائفة الدرزية بسبب تجاوزات قامت بها فئات محدودة، معتبراً أن الدروز مكوّن أساسي وأصيل في البنية الوطنية السورية، وأن السويداء ستبقى جزءاً لا يتجزأ من الدولة رغم محاولات التشويه والتقسيم.
وأكد أن أبناء المحافظة كانوا في مقدمة من واجه محاولات زرع الفتنة والانقسام، وشدد على أن الدولة ماضية في حماية جميع المكونات السورية ومحاسبة كل من تورط في ارتكاب الجرائم أو تغذية النزاع، سواء من داخل المحافظة أو خارجها.
وفي ختام حديثه، دعا الشرع إلى تغليب لغة العقل والتعقل، وتمكين القيادات الاجتماعية والدينية من لعب دورها في إنهاء الأزمة، مؤكداً أن سوريا ليست ساحة لتجارب دولية أو مشاريع انفصال، بل دولة موحدة تستمد قوتها من تلاحم شعبها وصلابة علاقاتها الإقليمية والدولية.