الثورة :
لقي اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة السورية في محافظة السويداء، ترحيباً واسعاً من عدد من الدول الكبرى، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا واليابان، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، الذين شددوا على ضرورة الالتزام الكامل بالاتفاق وتفادي أي تصعيد من شأنه تهديد استقرار البلاد.
فرنسا تدعو لضمان سلامة المدنيين واستئناف الحوار
أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، أن على جميع الأطراف الالتزام الصارم باتفاق وقف إطلاق النار، محذرة من أي خطوات أحادية الجانب.
وطالبت بوقف فوري للقتال، وضمان سلامة المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية.
وشدد البيان على ضرورة أن تضمن السلطات السورية أمن وحقوق جميع فئات الشعب، داعية إلى استئناف حوار محلي يسهم في تعزيز وحدة سوريا واستقرارها.
كما جددت باريس دعوتها للتحقيق في الانتهاكات بحق المدنيين ومحاسبة المسؤولين عنها دون تأخير.
بريطانيا تعتبر الاتفاق خطوة إيجابية وتحذر من العنف من جهتها، أعربت المبعوثة البريطانية إلى سوريا، آنا سنو، عن ترحيبها بالاتفاق، معتبرة أنه خطوة إيجابية نحو خفض التوتر في الجنوب السوري.
وكتبت في منشور عبر منصة “إكس” أن نجاح الاتفاق يعتمد على التنفيذ الفعلي والالتزام الكامل من جميع الأطراف، مؤكدة أهمية التزام الرئاسة السورية بحماية المواطنين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
اليابان تطالب بضبط النفس وتحذر من تدهور الوضع كما أعربت اليابان عن قلقها من تصاعد العنف في السويداء والجنوب السوري عموماً، في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية، كيتامورا توشيهيرو، إن بلاده تقدر جهود الولايات المتحدة ودول أخرى في التوصل للاتفاق، مشدداً على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدتها.
ودعا توشيهيرو الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والمشاركة الفاعلة في حوار يفضي إلى مصالحة وطنية شاملة، مؤكداً دعم اليابان لأي مسار سياسي يسهم في انتقال سلمي ومستقر داخل البلاد.
المبعوث الأمريكي يحذر من انهيار سلطة الدولة ويطالب بوقف القتال وفي موقف لافت، أعرب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا والسفير لدى تركيا، توماس براك، عن قلقه من أن الاشتباكات العنيفة في السويداء تقوض سلطة الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع.
وأكد في بيان نشره عبر “إكس” أن استمرار الفصائل المتنازعة في القتال يمثل تهديداً مباشراً للجهود الرامية لإعادة الاستقرار.
وأشار براك إلى أن قرار الإدارة الأمريكية السابقة برفع بعض العقوبات عن سوريا منح السوريين فرصة لتجاوز سنوات الحرب، محذراً من أن هذا “الأمل الهش” مهدد اليوم بما وصفه بـ”الصدمة العميقة” التي أحدثها تصاعد العنف.
ودعا إلى نزع السلاح فوراً، وإنهاء دوامة الانتقام القبلي، وإعلاء صوت الحوار والسلام.
الرئاسة السورية تعلن الاتفاق وتحذر من تجدد القتال وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت عن وقف شامل وفوري لإطلاق النار في السويداء، داعية جميع الأطراف للالتزام بالاتفاق ومنع أي تجدد للاشتباكات.
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة متلفزة أن التصعيد الأخير في المحافظة شكّل تهديداً مباشراً للمسار الأمني والسياسي، لولا تدخل الدولة الحاسم لاحتواء التوتر.
وأوضح الشرع أن الحكومة تمكنت من ضبط الوضع رغم تعقيد الظروف، لكن الضربات الإسرائيلية على الجنوب ودمشق فاقمت الأزمة، ما دفع لتحرك دبلوماسي سريع من واشنطن وعدد من الدول العربية لتطويق الأزمة قبل تفاقمها.
الوضع الميداني والتداعيات الإقليمية جاءت هذه التطورات عقب موجة عنف دامية شهدتها السويداء، ترافقت مع انسحاب جزئي لمؤسسات الدولة من بعض المناطق في محاولة لتهدئة الموقف، إلا أن جماعات مسلحة استغلت الفراغ لشن هجمات على عشائر البدو، شملت حرق منازل وتهجير عائلات، وفق مصادر رسمية ومحلية.
وخلّفت تلك الأحداث ردود فعل غاضبة في الأوساط الإقليمية والدولية، حيث أكدت دول عربية وتركيا دعمها لوحدة سوريا وسيادتها، محذّرة من تداعيات استمرار الفوضى، في حين تعهد الرئيس السوري بملاحقة المتورطين في الانتهاكات وتطبيق القانون على كامل الأراضي السورية.