نفت أي تعدٍّ على أحد المقامات في جبل الشيخ.. فعاليات أهلية لـ”الثورة”: نهيب بالجميع نبذ الفتن

الثورة – حسين صقر:

في ظل تزايد وانتشار الصفحات المثيرة للفتن على مواقع التواصل الاجتماعي، تناقل عدد كبير من هؤلاء خبراً مفاده “تنفيذ اعتداء على أحد المقامات الدينية التي يزورها أهالي قرى جبل الشيخ”، ونقل معه مجموعة من الصور التي تؤكد وجود اعتداء وقع فعلاً.

صحيفة الثورة تواصلت مع الشيخ عطية حمدان أحد أبناء قرية مزرعة بيت جن المجاورة لمقام الشيخ عبد الله، والذي قال: أول أمس ونحو الساعة الثانية ليلاً، سمعنا صوتاً مخيفاً وقوياً، استيقظنا على إثره، وعلى الفور حاولت الاتصال لأعرف ما حصل، وبعد إجراء عدة مكالمات، أبلغني أحدهم أنه تم إيذاء المقام المذكور، من دون معرفة من الفاعل، ولم أعرف حتى اليوم الثاني، إذ انكشفت الأمور، وتبين أن هناك أشخاصاً من خارج البلدة رأوا القذيفة أطلقت من تلة “حربون”، وأكرر أنني لم أرَ ذلك، بل أتحدث كناقل، لأن الشهادة أمانة، ولا يجوز أن أتكلم عن شيء لم أره، وسمعت كما غيري.

واستنكر حمدان هذا الفعل، وقال: كائناً من كان الفاعل، فهو مخطئ ولا يجوز أن يفعله، وهو بالنتيجة تصرف ينم عن حماقة، وهو عمل مدان بكل معنى الكلمة، ونحن بغض النظر عن الذي قام بالعمل، نرفض هذا السلوك، إذ لا يجوز التعدي على أصحاب القبور والأموات، فما بالك أن يكون شيخاً من أولياء الله الصالحين، وهذا المقام مهم لدى طائفة نحن نعزها ونجلها، وأكد حمدان امتعاضه من هذا العمل، لأن من قام به يريد الفتنة وإيقاع أهل منطقة جبل الشيخ في شراذمها.

وأضاف: نسأل الله تعالى أن يجنبنا إياها، ونسأله تعالى السلام لأهلنا وناسنا جميعاً في مدينة السويداء وكل شبر من جغرافية الوطن.

وقال: أنا تحدثت عن موقفي كعطية حمدان، بتربيتي، بمنشئي، وفي بيتي وبما تعلمته من حفاظ على حسن الجوار، ولكن حجم الألم الذي في داخلي يمنعني من التعبير أكثر، موضحاً منذ نحو عقدين يكرر بأنه لا يمكن لأي طائفة أن تلغي الأخرى، ولا يمكن لأي دولة أن تزيل أي طائفة، وهو أمر مستحيل.

أكدت حرصها على سلامة دور العبادة

من جهتها بعض الفعاليات في القرى المجاورة للمقام أكدت أن الأهالي هناك حريصون على سلامة وحرمة المقام ودور العبادة، ونفوا تنفيذ أي اعتداء من أبناء البلدة أو القرى المجاورة، وأكدوا أن قذيفة جاءت من خارج الحدود الإدارية لتلك القرى المحاذية للمناطق المحتلة ومجهولة المصدر أصابت المقام.

وأهابت الفعاليات بعدم الاستماع للأخبار الملفقة والكاذبة، مؤكدة حرصها على حفظ الأمن والأمان والتعايش الأهلي الذي عهده أبناء منطقة جبل الشيخ بالكامل، وأوضحت أن تاريخاً من العلاقات الأخوية والأهلية يجمع كل المكونات هناك، وأن همومهم مشتركة وكذلك أفراحهم وأحزانهم.

وأهاب هؤلاء بالجميع لتوخي الحذر، مؤكدين أن كل صفحة تعبّر عن صوت أهلها أو تمثلهم فعلياً، وأن بعض هذه الصفحات تُدار من جهات مجهولة، وذلك بهدف نشر الفتن أو المعلومات المغلوطة التي تضر بالنسيج الاجتماعي.

وطالبت الفعاليات إلى حد الرجاء من الجميع عدم متابعة أو دعم أي صفحة غير معروفة لهم ولا تمثل الانتماء الحقيقي للمجتمع السوري، متمنية أن يكون الجميع يداً واحدة، وأن نتعامل بوعي ومسؤولية تجاه ما يُنشر ويتم تداوله على جميع المجموعات بوسائل التواصل الاجتماعي.