الثورة – ناديا سعود:
في إطار الجهود الوطنية المبذولة لإعادة بناء سوريا وتفعيل طاقات الكوادر المحلية والمغتربة، أكد نقيب المهندسين السوريين المهندس مالك حاج علي، في حديث خاص لـ”الثورة” أن النقابة شرعت منذ مطلع العام الجاري في تنفيذ حزمة من القوانين والبرامج التي تستهدف الاستفادة من خبرات المهندسين السوريين في الداخل والخارج، بما يسهم في دعم مرحلة إعادة الإعمار، وتطوير بيئة العمل الهندسي، وتعزيز البنية التحتية المهنية والتنظيمية للنقابة.
وأوضح أن النقابة تعمل على تسهيل عودة المهندسين المغتربين، سواء في الدول العربية أم الأجنبية، إلى أرض الوطن، من خلال سلسلة خطوات فاعلة، أبرزها إعفاء من تعرضوا للتهجير والظلم من النظام السابق من الغرامات المتراكمة عليهم، إضافة إلى التواصل اليومي مع جمعيات وروابط المهندسين السوريين في الخارج، وتنظيم محاضرات علمية وتدريبية بالتعاون معهم، كما رفعت النقابة كتباً رسمية إلى وزارتي الأشغال العامة والخارجية لطلب ترخيص وتنظيم عمل هذه الروابط بما يتماشى مع القوانين السورية. وفي هذا السياق، أشار م. حاج علي إلى أن المجلس المركزي للنقابة أقرّ في اجتماعه بتاريخ 14/07/2025 نظاماً جديداً لعمل الشركات والمكاتب الهندسية الاستشارية العربية والأجنبية داخل سورية، وتم رفعه إلى وزير الأشغال العامة والإسكان للمصادقة عليه.
لجنة استثمار عليا
وفي خطوة تهدف إلى تفعيل موارد النقابة وتحقيق استثمار فعّال لأملاكها، أعلن نقيب المهندسين عن إحداث “اللجنة العليا لإدارة الاستثمار”، وهي لجنة استشارية تعمل على:- إحصاء وتقييم أملاك الفروع وخزانة التقاعد من أراضٍ ومقاسم قابلة للاستثمار.- إجراء دراسات تقييم وجدوى اقتصادية للمشاريع الاستثمارية.- طرح هذه المشاريع على المستثمرين وخصوصاً من أبناء الوطن في الخارج. بالإضافة لتقديم مقترحات مدروسة لمجالس النقابة وخزانة التقاعد لاتخاذ قرارات مبنية على دراسات دقيقة.
وأشار نقيب المهندسين أن النقابة تولي ملف التعليم الهندسي أولوية كبيرة، في ظل تجاوز عدد المهندسين المنتسبين 207 آلاف مهندس، إذ باشرت بالتعاون مع عمداء الكليات الهندسية في الجامعات الحكومية والخاصة لتطوير المناهج وتحديثها بما يتوافق مع المعايير العالمية. وفي هذا السياق، تم توقيع مذكرة تفاهم مع كلية كولومبيا الأمريكية عبر جامعة قرطبة التابعة للنقابة، ورفعت للاعتماد من وزارة التعليم العالي، كما يجري التحضير لتوسيع التعاون مع جامعات بريطانية وأمريكية أخرى. وفي استعراضه لواقع التخصّصات الهندسية في سورية، بين أن الإحصائيات تشير إلى تزايد واضح في اختصاصات الهندسة الكهربائية، الميكانيكية، المعلوماتية، والهندسة الطبية، مؤكداً حرص النقابة على تشجيع الطلبة على دخول تخصصات حديثة مثل الميكاترونكس والذكاء الصنعي، بما ينسجم مع متطلبات العصر وسوق العمل، حيث تعمل النقابة جاهدة على تعزيز حضور المهندس السوري في المحافل الهندسية الإقليمية والدولية، من خلال التنسيق الدائم مع اتحاد المهندسين العرب، وإبرام مذكرات تفاهم مع نقابات عربية، كان آخرها مع نقابة المهندسين الأردنيين، وشملت مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات.
خطة وطنية شاملة للإعمار
ضمن دورها في برنامج إعادة الإعمار الوطني، وضعت النقابة حسب نقيب المهندسين رؤية متكاملة قدمت لوزارة الأشغال العامة، وتشمل:رؤية هندسية متكاملة للإعمار وبرامج تدريب وتأهيل مهني مستمر، وإقامة ندوة كبرى حول إعادة الإعمار، وبرنامج رفع قدرة المهندس السوري مهنياً ومعرفياً، إضافة للإصلاح الإداري والأتمتة الشاملة، لافتاً إلى أن المرحلة الحالية تشهد إصلاحاً إدارياً شاملاً داخل النقابة وفروعها وخزانة التقاعد، يتضمن: إعداد هيكلية إدارية محدثة، تطبيق أنظمة الحوكمة والإدارة الرشيدة، تحديث أنظمة التدقيق المالي، وإطلاق برنامج شامل للتحول الرقمي وأتمتة خدمات النقابة. كما أعرب المهندس حاج علي عن ثقته أن التعاون بين النقابة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص، وفتح قنوات الاستثمار والتأهيل، سيُسهم في خلق فرص عمل حقيقية للمهندسين السوريين، ويعزز دورهم في بناء سوريا المستقبل، مؤكداً أن النقابة ماضية في خططها التطويرية والتنموية رغم التحديات، مستندة إلى كفاءة كوادرها واحتضانها لأكبر شريحة من المثقفين والمهنيين في البلاد.