ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:
لن نخاف.. كان لسان حال الزملاء في الإخبارية السورية.. كما هو حال الإعلاميين السوريين أينما وجدوا.. يشاركهم فيه الطيف الأوسع من السوريين.
ربما هي إجابة مختصرة عن أسئلة كثيرة تتعلق بأسباب وأبعاد وخفايا ودلالات هذا الاستهداف للإعلام السوري، وربما أيضاً كانت الرسالة التي يردّ بها الزملاء الإعلاميون.. وقد باتوا هدفاً معلناً للإرهاب.. وموضعاً مباشراً للاستهداف.
من الصعب في هذا الموقف أن تفصل بين التعاطف مع الزملاء والوقوف إلى جانبهم، وبين الاصطفاف الذي تشهده على امتداد ساحات الوطن، وأنت ترى السوريين وتسمع كلماتهم وتعابيرهم الموجزة التي تتشكل اليوم بوضوح لم يكن متاحاً من قبل.. بعد أن شغلت الحرب الكونية التي تشنها عقول التآمر على السوريين مساحات وإضافات أخرى.
يدرك السوريون قبل غيرهم أن هذا الإعلام الذي تعرض مراراً وتكراراً لكثير من الملاحظات التي لم تخلُ في بعض الأحيان من الحدّة والقسوة، يقارع في أتون معركة يمتلك الطرف الآخر فيها امبراطوريات ضخمة جندت لها أموال وأدوات.. وقد استطاع على مدى الأشهر الماضية أن يسجل حضوراً أزعج الآخرين.. وكسب نقاطاً عديدة.. بل فاز في جولات الثقة وأكثر من مرة.
وحدهم السوريون كانوا يفرزون مواقفهم ويحصون نقاط القوة في هذا الإعلام، ويعززون حضورها عبر تفاعلهم الخلاّق معه.. ووحدهم استطاعوا أن يلحظوا مسبقاً أنه يكسب جولاته في معركة لا تقبل القسمة.. وفي حرب لا ترضى بأنصاف الحلول..
وفق هذا المعيار تعاطى السوريون مع إعلامهم وتفاعلوا معه ورسموا علامة فارقة من الثقة كانت غصة حقيقية لدى أعدائهم وأدوات التآمر في المنطقة وكان ذلك أكثر ما يزعجهم.. فجاء التصويب المباشر هذه المرة على الإعلام، وعبر إرهاب حاقد يفضح ظلامية مرتكبيه ومدبريه ورعاته ومموليه.
وبالقدر ذاته بات السوريون يلمون بتفاصيل هذه الحقيقة ويعرفون ما يقف خلفها، والتداعيات المرتسمة على التشظيات التي تشكلت عبرها، لذلك كانوا الأكثر مقدرة على إنصاف الإعلام السوري مما تعرض له.. والأكثر عدلاً في محاكاة ظروفه ومعطياته.. والأكثر تعاطفاً مع الإعلاميين في محنتهم هذه، وقد طالتهم يد الإرهاب.
لا نعتقد أن هناك من يحتاج إلى شرح كثير لقراءة ما يجري اليوم.. ولا لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الإرهاب وما يعنيه حين يطول الإعلام بكوادره ومؤسساته.. والأهم أنه لا يخفى على أحد الدورالذي مارسه تهور وحماقة بعض الوزراء العرب في التحريض على الإعلام السوري حين وضعوه تحت مقصلة العقوبات، وحين كان في مرمى تصويبهم المباشر في استهدافهم السياسي لسورية، كما لا يخفى أيضاً المسؤولية المباشرة لسادتهم الأميركيين والإسرائيليين.
يقف السوريون اليوم على الحدّ الفاصل.. في ساحة المعركة وقد عرفوا وخبروا أعداءهم.. جملة وفرادى كما عرفوا الأدوات التي تحركها في الداخل والخارج.. ولم يعد متاحاً بعد اليوم الوقوف في المنطقة الرمادية، أو الصمت لأنه فقد حياديته منذ وقت طويل..
هي معركة فرضت على السوريين.. على إعلامهم وإعلامييهم.. وكما كان السوريون بكل شرائحهم ومستوياتهم على مستوى التحدي في كل معاركهم.. وفي كل ما واجهوه في الماضي.. فإن الإعلاميين السوريين يسيرون على الطريق ذاته.. وقد سجلوا أول انتصاراتهم.. حين أكدوا بلسان واحد وباختصار «لن نخاف».. لم يخافوا في الماضي ولن يخافوا الآن ولا في المستقبل.. ونستطيع أن نقرأ هذا التصميم وذلك العنفوان في وجوههم.. في كلماتهم.. في حواراتهم.. وفي اللفتة النبيلة التي أجمع السوريون من خلالها بالوقوف إلى جانبهم!!
a.ka667@yahoo.com