الثورة – عبد الحميد غانم:
تطورات هامة شهدها سوق الدواجن، منها انخفاض أسعار الفروج بشكل ملحوظ.. لكن جاء قرار وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بوقف استيراد “الفروج الطازج” ليلقي بظلاله ويخرج بتداعيات واحتمالات برفع الأسعار، فما هي الأسباب التي وقفت وراء انخفاض الأسعار، وما الدوافع جراء صدور قرار الوزارة؟.
موجة الحر وتعافي السوق
مدير عام مؤسسة الدواجن الدكتور فاضل حاج هاشم بيّن لـ”الثورة” أن الانخفاض الملحوظ يعود إلى عدة أسباب قريبة مباشرة، هي ارتفاع درجات الحرارة، إذ تواجه البلاد خلال هذه الفترة موجة حر شديدة أثرت على حالة الدواجن، مشيراً إلى أن معظم الدواجن الموجودة في سوريا هي دواجن مفتوحة تتعرض لتأثيرات الطقس بشكل مباشر وكبير جداً.
وقال: إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي عادة إلى زيادة العرض لمادة الفروج من قبل المربين، مقابل انخفاض الطلب وبالتالي تنخفض الأسعار.
أما عن الأسباب البعيدة لانخفاض سعر الفروج، أشار حاج هاشم، إلى استيراد الفروج المجمد، مبيّناً أن قرار استيراده جاء بعد التحرير للسماح بتوفير المادة التي كانت في السوق نادرة ومرتفعة السعر وعرضها قليل.
وتطرق إلى أسباب أخرى من أهمها: عودة المربين والعمل بالطاقة القصوى بعد أن كانت متأرجحة سابقاً بين التوقف أو العمل بالطاقات المتوسطة، فضلاً عن إرساء الأمن وسهولة الوصول إلى الأعلاف ومستلزمات المربين بما فيها تأمين طرق النقل.
وأشار إلى عوامل أخرى ساعدت أيضاً على انخفاض السعر، وهي تخفيف كلف تربية الدواجن، مثل الأتاوات التي كانت تفرض على المربين وعلى الأعلاف ومستلزمات هذه المهنة، فضلاً عن تحكم النظام المخلوع واحتكاره للمواد الأولية والأعلاف، موضحاً أنه مع زوال معظم هذه العوامل أدى إلى انخفاض أسعار الفروج وبيض المائدة في الفترة التي أعقبت التحرير.
تبرير حاج هاشم لقرار استيراد الفروج المجمد جاء لسد الثغرة والنقص في كميات الفروج وارتفاع سعره في السوق السورية، وفي المقابل برر صدور قرار وزارة الاقتصاد بناء على اقتراح وزارة الزراعة بوقف تصدير “الطازج” في شهر آب بالقول: إنه بعد الإنتاج الكبير من قبل المربين وتعافي سوق الدواجن ساهم في ازدياد إنتاج الفروج مما تطلب بإعادة النظر في قرار استيراد “الفروج الطازج”، وجاء صدور القرار بوقف استيراده لمدة شهر للمحافظة على توازن السوق ونتيجة لتعافي الإنتاج والأسعار وكذلك من أجل حماية المنتج وتشجيعه على الإنتاج.
وقال: هناك دراسات لمعرفة احتياجات السوق المحلية وحاجاتها وفي حال الكفاية سيتم إيقاف استيراد المجمد بشكل نهائي.
استقرار السوق وتعويض المربين
بدوره رئيس لجنة الدواجن في اتحاد غرف الزراعة السورية عضو مجلس الإدارة في غرفة زراعة دمشق نزار سعد الدين، بيّن أن انخفاض أسعار الفروج يعود إلى الأسباب التي ذكرها حاج هاشم، ولاسيما السماح باستيراد الفروج المجمد وانخفاض في أسعار الأعلاف ما أدى إلى إغراق الأسواق بمادة الفروج إلى جانب الإنتاج المحلي الذي بدأ يتصاعد خلال الفترة الماضية.
وقال: اليوم تواجه البلاد موجة حر شديدة أثرت على قطعان الفروج وأدت إلى خسائر كبيرة وفادحة بالنسبة لمربي الفروج، بسبب ازدياد العرض في مقابل تصريف منخفض وطلب قليل على مادة الفروج، وتأثّر السوق بموسم سياحي منخفض.
ورأى سعد الدين أن قرار وقف استيراد الفروج لمدة شهر، يهدف إلى استقرار حالة السوق وتعويض المربين بعض الخسائر التي منوا بها نتيجة موجه الحر الشديد وأدت إلى خسائر فادحة لديهم نتيجة موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد خلال الأسابيع الماضية.
تنظيم سوق الدواجن
وفي سياق متصل، وبهدف تنظيم سوق الدواجن والتخلص من الجوانب الكارثية التي خلفها النظام المخلوع على هذه السوق، أشار حاج هاشم إلى أن سوق الدواجن يعاني من مشكلات كارثية، وأنه الجهود الحكومية جارية لإعطائه الاهتمام والتنظيم الذي يستحق، لأنه يقع على هذا القطاع فتح فرص عمل كبيرة لتشغيل اليد العاملة، مبيّناً أن الدواجن قطاع حيوي، لكن لا توجد أي إحصائية رسمية وحقيقية تحدد كميات الإنتاج المطلوبة للسوق المحلية من اللحوم وبيض المائدة.
وكشف حاج هاشم عن جهود متتابعة من أجل تنظيم قطاع الدواجن عبر العمل على خطة مدروسة تحصي حاجة السوق من إنتاج الدواجن من اللحوم وبيض المائدة، وما هو المطلوب من أعداد الفروج الإنتاج تلك الكميات المطلوبة وحاجتها في السوق المحلية، وكذلك توزع المداجن ونوعية التربية ونوع الأعلاف(محلية أم مستوردة).
وفي ذات المنحى كشف سعد الدين أن وزارة الزراعة تقوم حالياً بإجراء هيكيلة لإنتاج الدواجن وأتمتنها الكترونياً لتدخل حيز التنفيذ في حدود الشهرين ولإحصاء الثروة الحيوانية الفعلية في سوريا.
ولفت سعد الدين إلى أن موضوع الأتمتة أمر هام لضبط حركة الإنتاج في قطاع الدواجن وإنشاء الدراسات والأبحاث حوله وإحصاء كميات البيض واللحوم، فضلاً عن إحصاء أعداد الفروج والدجاج البياض والصيصان.
خدمة المربين وصناع القرار
وبالعودة إلى مدير عام الدواجن كشف عن العمل لإطلاق الجمعية السورية لمربي الدواجن التي تعنى بهموم ومشكلات مربي الدواجن، وتكون صلة وصل بين أصحاب بين أصحاب القرار السياسي والحكومة وبين أصحاب المهنة.
ولفت إلى أنه عند الانتهاء من هذا البرنامج، سيتم وضعه في خدمة المربين وصناع القرار، وعندما تبدأ الجمعية ممارسة عملها ستبدأ عملية تنظيم صناعة الدواجن والدفع فيها إلى حيث وصل إليها العالم وتطويرها حتى لا نخسر جميعاً.
وبين حاج هاشم أن المؤسسة العامة للدواجن لعبت دوراً خدمياً ومجتمعياً مهماً ساعد على تخفيض أسعار الفروج والبيض، وساعد على دعم القطاع العام في الأسواق، وتسعى المؤسسة أيضاً إلى حماية المنتج في الوقت الذي تسعى فيه إلى حماية المستهلك، من خلال تقديم التسهيلات والأدوات التي تساعد المربين على الإنتاج الوفير الذي يلبي حاجة السوق المحلية ويساعد على الانتقال إلى السوق الدولية، وطالب بمراقبة تموينية للسوق ومتابعة عدم ارتفاع الأسعار حتى يشعر المستهلك بالفائدة من انخفاض الأسعار.