الثورة – سيرين المصطفى:
يُعدُّ حفظ الأبناء للقرآن الكريم من أعظم الإنجازات التي تُسعد الأهالي في المجتمع السوري، لما يحمله هذا الإنجاز من قيمةٍ دينيةٍ رفيعةٍ وأبعادٍ اجتماعيةٍ عميقة، تعكس حرص الأسر على غرس تعاليم الدين في نفوس أبنائها، وتوثيق صلتهم بكتاب الله عز وجل.
ولاشك أن حفظ القرآن ليس أمراً يسيراً، بل هو رحلةٌ تحتاج إلى صبرٍ ومثابرة، وجهدٍ متواصلٍ في الحفظ والمراجعة، ما يجعل من هذه المسيرة علامةً فارقةً في حياة الصغار، ودليلاً على تمسك الأمة بهويتها الإيمانية والأخلاقية.
وتولي محافظة إدلب أهمية كبيرة بحفظ القرآن الكريم، حيث تسعى الجهات المعنية بهذا المجال إلى تنظيم حفلات تكريم دورية لحفظة كتاب الله، لا لمجرد الثناء على جهودهم فحسب، بل أيضاً لتحفيزغيرهم من الناشئة على الاقتداء بهم، وإبراز القيمة العظيمة لهذا الإنجاز الديني والتعليمي.
هذه الحفلات ماهي إلا حلقة في سلسلة الجهود الرامية إلى ترسيخ مكانة القرآن في نفوس الأجيال، وتعزيز ارتباطهم به قولاً وعملاً، وأبرز الفعاليات التي تم القيام بها مؤخراً، تكريم 70 طالبة من حافظات القرآن الكريم في أريحا، بحضور مدير منطقة أريحا السيد “حمدان السواق”، ومدير دائرة أوقاف أريحا الشيخ “معتز رموض”.
الحفل الذي تمت إقامته لحافظات القرآن الكريم، كان مميزاً، وضمَّ 6 حافظات أتممن ختم القرآن كاملاً، بحضور السيد “زياد الحركوش” مدير الدفاع المدني بإدلب.
وأكَّد القائمون على الحفل أن هذا التكريم جاء تقديراً لجهود الطالبات، وتحفيزاً لهن على مواصلة حفظ كتاب الله، ضمن برامج دعم الأنشطة القرآنية في المنطقة.
وسبق أن شهدت المنطقة فعاليات مماثلة خلال الأشهر الماضية، كان أبرزها الحفل الذي أقيم في 26 نيسان/أبريل الماضي بالملعب البلدي في إدلب، حيث تم تكريم 1493 حافظاً وحافظة من أطفال وفتيات أتموا حفظ القرآن الكريم كاملاً، ضمن مدارس دار الوحي الشريف المنتشرة في عدة مناطق سورية.
وانتشر الاهتمام بحفظ القرآن الكريم ليشمل عدة محافظات سورية، حيث شهدت حلب في شهر آيار/مايو الفائت، فعالية تكريم 520 حافظاً وحافظةً لكتاب الله تعالى، منهم 137 مجازاً بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ضمن حفل “قوافل النصر والبناء” الذي أقيم في جامع عبد الله بن عباس.
كما تشهد محافظات أخرى مثل حماة مبادرات مماثلة في هذا المجال.
يُعتبر حفظ القرآن الكريم من الأعمال الجليلة التي تحظى بتقدير كبير في المجتمع السوري، نظراً لقيمتها الدينية العميقة وأثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع، وهذا ما يفسر الاهتمام الكبير الذي تبديه الجهات المعنية في إدلب وغيرها من المحافظات بتكريم الحفظة، تقديراً لجهودهم وتحفيزاً للآخرين.