الثورة – مها يوسف:
ليست المطارات والملاحة الجوية مجرد بنى تحتية، بل هي عصب الحياة العصرية التي تضخ النمو والازدهار في شرايين الاقتصاد العالمي.. فمنذ فجر الطيران تطورت هذه الصناعة بوتيرة مذهلة متحولة من مجرد وسيلة نقل محدودة إلى محرك رئيسي للتجارة والسياحة والتواصل الثقافي، ولها أهميتها في ربط القارات والشعوب، ما يسهل حركة الأفراد والبضائع بسرعة وكفاءة لم يسبق لها مثيل.
تنافس وعائد اقتصادي

عن تحديث رؤية واستراتيجية الطيران المدني السوري، أوضح الدكتور زكريا الزلق- نائب عميد كلية الاقتصاد بجامعة حمص، وخبير دولي بـ ( IIASA) في فيينا، أن تطوير المطارات والملاحة الجوية يعد استثماراً استراتيجياً ذا عائد مرتفع، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، وإنما على المستوى الاجتماعي أيضاً، فالمطارات الحديثة المجهزة بأحدث التقنيات وأنظمة الملاحة الجوية المتطورة، تزيد من القدرة التنافسية للدول وتجذب الاستثمارات الأجنبية. كما أنها تعمل كمراكز لوجستية حيوية، تدعم سلاسل الإمداد العالمية وتمكّن الشركات من الوصول إلى أسواق جديدة.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
د. الزلق لفت لصحيفة الثورة إلى أن دور المطارات الحديثة والمجهزة في زيادة القدرة التنافسية للدول أمر بالغ الأهمية، ففي عالم اليوم حيث السرعة والكفاءة هما مفتاح النجاح، تصبح المطارات الفعالة بوابة للدخول إلى الأسواق العالمية، مشيراً إلى أهميتها في نقل البضائع والأشخاص بسرعة وأمان، وذلك عبر تفعيل دور الشركات، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحفيز الابتكار.
جذب الاستثمارت الأجنبية
تلعب المطارات دوراً حيوياً في جذب الاستثمارات الأجنبية- وفق د.الزلق- فالمستثمرون يبحثون دائماً عن مواقع تتمتع باتصال عالمي ممتاز، ما يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة وينقل التكنولوجيا ويساهم في تنوع الاقتصاد.
فرص العمل
إلى جانب دورها المحوري في تسهيل حركة التجارة والسياحة، بين د. الزلق أن هذه الصناعة تعتبر مصدراً ضخماً لفرص العمل، فمنذ اللحظة التي يغادر فيها المسافر منزله وحتى وصوله إلى وجهته، يعمل آلاف الأشخاص خلف الكواليس لضمان تجربة سلسة وآمنة، تشمل هذه الوظائف الطيارين والمضيفين، ومهندسي الطيران وفنيي الصيانة، ومراقبي الحركة الجوية، وموظفي الأمن، ومقدمي الخدمات الأرضية، والعاملين في قطاع التجزئة والمطاعم داخل المطارات، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الوظائف غير المباشرة في الفنادق وشركات النقل والخدمات اللوجستية التي تعتمد على حركة المطار.
رؤية تنموية طموحة
وختم الدكتور الزلق: إن الاستثمار في توسيع وتحديث المطارات، يعني توفير المزيد من هذه الوظائف ودعم الأسر وتعزيز الاقتصادات المحلية والوطنية، ما يجعلها ركيزة أساسية لأي رؤية تنموية طموحة.