الثورة – فؤاد العجيلي:
يواجه فلاحو منطقة عفرين في ريف حلب سلسلة من التحديات المتراكمة التي تهدد استقرار القطاع الزراعي واستمراريته، وفي مقدمتها تدهور شبكات الري، وغياب العدالة في توزيع المياه، إلى جانب نقص مستلزمات الإنتاج الزراعي من أسمدة وبذار محسّنة، وغلاء أسعار المحروقات وصعوبة تأمينها، ما يزيد من أعباء الفلاحين ويؤثر بشكل مباشر على إنتاجهم، وخاصة محصول الزيتون.
هذه القضايا وغيرها كانت محور اللقاءات والنقاشات التي جرت خلال الجولة الميدانية التي قام بها رئيس اتحاد فلاحي حلب المهندس عبد الوهاب السيد، إلى المنطقة، يرافقه رئيس الرابطة الفلاحية في عفرين، والتقى بعدد من المزارعين واستمع إلى مطالبهم وشكاواهم. وأكد الفلاحون خلال اللقاء مع اتحاد الفلاحين على معاناتهم من ضعف الخدمات الإرشادية وغياب الدعم الفني، فضلاً عن غياب آليات واضحة لتسويق المنتجات الزراعية، وعلى رأسها زيت الزيتون، ما يجعلهم تحت رحمة تجار السوق والوسطاء، كما أشاروا إلى استمرار غياب عدد من المنشآت الزراعية التابعة للاتحاد عن الخدمة، نتيجة الإهمال أو الأضرار التي لحقت بها خلال سنوات النزاع، وهو ما زاد من ضعف البنية الزراعية في المنطقة.
وفي معرض رده على هذه الطروحات، أكد رئيس الاتحاد أن استعادة هذه الممتلكات تعتبر أولوية لضمان ديمومة القطاع الزراعي، مشيراً إلى أن الزراعة في عفرين، وخصوصاً إنتاج زيت الزيتون، تشكل شرياناً اقتصادياً حيوياً لأبناء المنطقة يجب الحفاظ عليه وتطويره.
وأضاف السيد: نحن هنا اليوم لنقف على أرض الواقع، ونستمع مباشرة إلى مطالب الفلاحين، ونعمل على معالجة الصعوبات التي يواجهونها، سواء في مجال الري أو تأمين مستلزمات الإنتاج، أو في تحسين شروط التسويق والخدمات الزراعية. وأشار إلى أن الاتحاد يواصل التنسيق مع الجهات المعنية والجمعيات المحلية بهدف تحسين الخدمات المقدّمة، ولاسيما ما يتعلق بتأمين مياه الري وتوزيعها بعدالة، وهي من القضايا التي لطالما شكّلت مصدر قلق للفلاحين في المنطقة.
وشملت الجولة عدداً من الحقول الزراعية، ولاسيما بساتين الزيتون، إلى جانب بعض المنشآت الزراعية والإدارية المتضررة، وتم استلام عدد منها بشكل رسمي، تمهيداً لإعادة تأهيلها وتشغيلها بما يخدم الفلاحين، ويعيد تفعيل دور الاتحاد على الأرض.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة حراكاً ملموساً لإعادة الحياة إلى أراضيها الزراعية، وسط تطلعات كبيرة من الفلاحين أن تكون هذه الخطوة بداية فعلية لتحقيق دعم فعلي يسهم في تعزيز الإنتاج وتحسين واقع الزراعة في عفرين.