عودة اللاجئين السوريين من لبنان.. بين الإغراءات الأممية والواقع الاقتصادي المتردي

الثورة – ترجمة هبه علي:

عادت أول مجموعة من اللاجئين السوريين إلى ديارها من لبنان يوم الثلاثاء، بموجب خطة جديدة وضعتها الأمم المتحدة مع الحكومة اللبنانية، في أعقاب سقوط حكم بشار الأسد في كانون الأول. وأدت الانتفاضة السورية التي تحولت إلى صراع إلى نزوح نصف سكان البلاد قبل الحرب، والبالغ عددهم 23 مليون نسمة، على مدار السنوات الأربع عشرة الماضية، واستضاف لبنان ما يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ، شكلوا في وقت ما ربع سكانه البالغ عددهم ستة ملايين نسمة تقريباً، وقد هرب الكثير منهم عبر الحدود دون تسجيلهم لدى الأمم المتحدة. وتتضمن الخطة الجديدة، تقديم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 100 دولار نقداً لكل لاجئ سوري عائد، وإعفاء السلطات اللبنانية من أي رسوم أو غرامات مستحقة عليهم، وستوفر المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة لهم حافلات لرحلة عودتهم. وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أيضاً: إنها ستساعد السوريين العائدين من خلال “المنح النقدية، والمساعدة القانونية للوثائق المدنية، والدعم النفسي والاجتماعي، وفرص كسب العيش، وخدمات الحماية الأخرى”.

طالبت السلطات اللبنانية مراراً وتكراراً بإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم على مر السنين، وهي دعوة تزايدت حدتها مع تفشي الفقر في لبنان وتقلص تمويل وكالات الإغاثة، لكن سوريا في عهد الأسد لم تكن آمنة بعد لعودتهم، وفقاً لمنظمات حقوقية رئيسية. وقال العديد من السوريين في وقت سابق: إن الحرب والتجنيد الإجباري في ظل الحكومة السورية السابقة وغرامات الإقامة غير المدفوعة في لبنان منعتهم من العودة. ولكن سوريا لديها الآن حكومة جديدة برئاسة أحمد الشرع، الذي قاد الهجوم الذي أطاح بالأسد، وتأمل حكومة رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن ينضم السوريون إلى خطة الإعادة المشتركة.

وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 205 آلاف سوري عادوا إلى البلاد من لبنان منذ كانون الأول، ومن بينهم 126 ألفاً على الأقل تأكدت عودتهم الكاملة، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقالت المتحدثة باسم المفوضية في لبنان ليزا أبو خالد: إن نحو 17 ألف لاجئ سوري في لبنان سجلوا بالفعل أسماءهم للعودة إلى وطنهم، رغم أن الغالبية العظمى منهم اختاروا عدم ركوب الحافلات. وأضافت أن عملية الإعادة التي جرت الثلاثاء كانت بمثابة “اختبار تجريبي”، حيث تم إجلاء 72 شخصاً فقط، معظمهم إلى حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا، وريف دمشق.

واستقبلت سلطات الحدود السورية اللاجئين العائدين بالورود وزجاجات المياه، أثناء ملئهم الاستمارات بعد نزولهم من الحافلة، والتقط بعضهم صوراً أمام العلم الأخضر الجديد لسوريا، ومن بينهم رشا، التي قالت لوكالة أسوشيتد برس: إنها سعيدة للغاية بالعودة لأول مرة منذ 14 عاماً، وأضافت.. مستخدمةً اسمها الأول فقط: “سنعود إلى ديارنا بلا شيء، لكن ذلك أسهل من الاستمرار في دفع الإيجار”، وهي وزوجها متجهان إلى حمص. قبل ذلك، لم تكن لتغادر لأن أبناءها كانوا في سن التجنيد، وهو ما وصفته بأنه “إرسال ابنك إلى حتفه”، كما لم يتمكنوا من تحمل تكاليف دفع جميع الغرامات المترتبة على بقائهم في لبنان لمدة 14 عاماً بعد تجاوزهم السن القانونية. وهربت رغد إلى لبنان وهي في العاشرة من عمرها بعد مقتل والدها في حمص، وهي تعود الآن لأول مرة إلى منزل عائلتها مع إخوتها وأطفالهم، وقالت: “نأمل أن نصلح الوضع لنعيش هناك قليلاً، لا أستطيع أن أتخيل نفسي أعيش هناك بدون أبي”.

لا تزال الأزمة الإنسانية قائمة في سوريا رغم رفع واشنطن عقوباتها التي استمرت عقوداً، لا تزال سوريا تعاني من أزمة اقتصادية دفعت الغالبية العظمى من سكانها إلى براثن الفقر، كما أنها لا تزال تحاول إعادة بناء بنيتها التحتية المتضررة بعد النزاع والتي بلغت قيمتها مئات المليارات من الدولارات. وتحذر المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، من أن هذا قد يعوق العودة طويلة الأمد للاجئين إذا لم تحل هذه المشكلة قريباً، وقالت: “يجب أن ندرك أن هناك أزمة إنسانية حقيقية في سوريا لا تزال بالغة الخطورة، سيحتاج ملايين الأشخاص إلى مساعدة عاجلة ليتمكنوا من العودة بشكل مستدام”.

المصدر..abc news

آخر الأخبار
العاهل الأردني يعيّن سفيان القضاة سفيراً فوق العادة لدى سوريا "العدل" تُشكل لجنة قضائية للتحقيق في أحداث السويداء وتحديد المتورطين في الانتهاكات المؤبد لسويدي أدين بقتل الطيار معاذ الكساسبة: عدالة متأخرة في قضية هزّت العالم تدابير علاجية لأزمة المياه في حمص "صيادلة طرطوس" تكرم الرعيل الأول  "الخزف السني بين العلم والفن".. لقاء علمي يجمع الإبداع والاحتراف في جامعة حلب مبادرة في «جب رملة»لحل مشكلة مياه الشرب  رجل الأعمال "قداح" يؤهل مستشفى تدمر على نفقته الخاصة تنظيم 18 ضبط تعدٍّ على مياه الشرب باليادودة  بوتين يستقبل الشيباني والوفد المرافق في الكرملين بطاقة استيعابية تبلغ 80 سريراً.. نقل المستشفى الميداني إلى مدينة القصير  شمس جديدة تشرق على الزراعة..  مشروع تأهيل آبار الري في "صوران" بريف حلب  سوريا وروسيا تبحثان قضايا عسكرية مشتركة سطو مسلح يعطل صرف الرواتب في السويداء.. و"المالية" تصدر بياناً متابعة واقع الاستثمار والمرافق الحيوية في حسياء الصناعية خطوة نحو "سوريا الجديدة".. إطلاق مديرية خدمات الشركات والسجل التجاري صفحة جديدة من التعاون الحقيقي.. دمشق وموسكو: تعزيز الشراكة ورفض التدخلات الخارجية "أطباء بلا حدود".. دعم وتطوير مستشفى نوى الوطني "صحة حلب" تبحث مع عدة منظمات دولية دعم القطاع الصحي في المحافظة تفعيل دور اتحاد العمال بحلب على المستويين الدولي والعربي