الثورة :
أُصيب ثلاثة مدنيين، وأربعة من عناصر الجيش السوري، مساء السبت، جراء قصف نفذته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على قرية الكيارية بريف مدينة منبج شرقي حلب، مستخدمة راجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، في تكرار لنهج استهداف المناطق المدنية الذي كان يُمارس في عهد نظام الأسد البائد. وأفادت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع لوكالة “سانا” بأن القصف جاء عقب محاولة تسلل نفذتها “قسد” ضد نقطة عسكرية تابعة للجيش السوري قرب قرية الكيارية عند الساعة 21:40، مشيرة إلى أن الجيش تمكن من صد الهجوم.وأوضحت الوزارة أن قوات “قسد” أطلقت صليات صاروخية بشكل مفاجئ وغير مبرر على منازل المدنيين في الكيارية ومحيطها، ما أدى إلى وقوع إصابات متفاوتة الخطورة بين المدنيين والعسكريين، في حين تعمل الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة على الرد على مصادر النيران.
ويأتي هذا التصعيد ضمن ما وصفته مصادر ميدانية بسياسة “العقاب الجماعي” التي تعتمدها “قسد” بحق القرى التي انسحبت منها مؤخرًا، وهي سياسة تُذكّر إلى حد بعيد بأساليب النظام البائد في التعامل مع المناطق الخارجة عن سيطرته، حيث تتحول هذه المناطق إلى أهداف مباشرة للقصف بمجرد ابتعادها عن النفوذ العسكري. ورغم مرور أكثر من سبعة أشهر على سقوط نظام الأسد، لا تزال “قسد” تستخدم الراجمات والمدفعية في قصف التجمعات السكنية، ما يتسبب بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين ويدفع العائلات إلى النزوح القسري من مناطقها.
وكانت تقارير حقوقية قد وثقت مقتل طفل في قرية رسم الحرمل/الإمام، بريف دير حافر الشرقي، نتيجة قصف نفذته “قسد” على المنطقة الخاضعة للحكومة السورية، فيما شهد شهر حزيران الماضي مقتل سيدة وجرح طفلها ومدنيين آخرين بقصف مماثل شمال دير حافر، عقب اشتباكات بين الجيش السوري و”قسد”. وشهدت مناطق الجزيرة السورية، لاسيما في دير الزور والرقة، تصاعدا لافتا في استهداف الأطفال، شمل جرائم قتل وخطف وتجنيد قسري، وسط موجة سخط شعبي متزايدة ضد الممارسات القمعية لـ”قسد”.
وحذر حقوقيون من أن استمرار هذه السياسات يهدد بنسف مسار الاستقرار الذي تسعى إليه سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، ويعمّق معاناة السكان المدنيين في المناطق الخارجة من الحرب، في ظل غياب أي حلول سياسية أو ضوابط قانونية توقف مسلسل الانتهاكات المستمر.