ثورة أون لاين – علي نصر الله: قطر والسعودية في مقدمة الدول العربية، وتركيا في مقدمة الدول الاقليمية، كل من هذه الدول التي باتت تشكل منظومة حقيقية تلعب اليوم دورا يتباين عن دور الأخرى في القذارة..
هكذا علنا وعلى رؤوس الأشهاد، من احتضان الارهاب الى تمويله وتسليحه، الى توفير الغطاء السياسي له، الى استبدال اسرائيل كعدو استراتيجي للعرب والمسلمين بعدو آخر، وصولا الى الدفع باتجاه الحرب والتفجير والتعهد بدفع الفاتورة المترتبة عليه كاملة.
لماذا تلعب هذه الأدوار، ما الدافع وما المصلحة لها في ذلك، وهل يمكن اختزال القصة بفعل الخيانة، وهل كانت يوما بعيدة عن الخيانة التي تشكل مكونا أساسيا في جينات تركيبتها لتقترب منها اليوم فتخون الأمة والقضية بنكهة جديدة ؟.
باختصار شديد وبعيدا عن كل التحليلات التي يمكن أن تغرقنا في التفاصيل الكثيرة والمتعددة التي تنتفي الحاجة لذكرها أو للتذكير بها عندما يتكشف ما هو أهم وأعظم.. باختصار يمكن القول ان النظم الحاكمة في الخليج، المهزومة داخليا، ترى في وجودها واستمراريته ما يشبه المستحيل اذا ما استمر في الأمة نبض المقاومة، واذا ما توفر في الأمة وجود خط قومي – لا يدعو للمقاومة – بل يمارس فعل المقاومة ويحقق الانتصارات على الفكر الانهزامي الذي تؤمن به قبل الانتصارات على العدو.
لضمان بقائها واستمراريتها، ولتبديد القلق المقيم فيها منذ أنشأتها القوى الاستعمارية، وللتخلص من الحرج أمام شعوبها المقهورة الذي يتسبب لها به، والذي يضعها في مواجهته خط العروبة والمقاومة كان لا بد لها من أن تكون على هذا المستوى من الخيانة، وكان لا بد لها من أن تلعب هذه الأدوار القذرة والمدمرة للأمة، فهي دون غيرها وخلافا لشعوبها ولكل العرب والمسلمين يقلقها أن يتحقق أي انتصار على اسرائيل، وتحرجها كلمة لا لأميركا ؟.
السعودية تحديدا تدرك أن العالم العربي والاسلامي من أندونيسيا الى المغرب العربي يعرف ما فعلت وما تفعل كل صباح من أجل اسرائيل وأميركا، وهي وأخواتها صنيعة الغرب الاستعماري تدرك أنه بات من الصعب جدا أن تستمر في الاختباء أوقاتا اضافية أخرى خلف المواقف الكاذبة والمكشوفة، بل هي تعرف تماما أنها اذا ما استطاعت في لحظة تاريخية أن تشتري كل ما طبع من كتاب (تاريخ آل سعود)، واذا ما استطاعت أن تخفي الصك الذي منحت بموجبه فلسطين للبريطانيين واليهود، فانها لن تتمكن الى الأبد من اخفاء هذه (الحقائق) الفضائح، وتعرف أن لحظة الكشف عن كل خياناتها بالأدلة والوثائق آتية وهي استحقاق لا مهرب منه.
تعتقد قطر والسعودية وأخواتهما أن ضرب خط المقاومة – وسورية أولا – سيضمن بقاءها، وسيتيح لها أن تأتي بأشباه رجال من ذات نوعهم لينتفي التباين الحاصل، غير أن عباءات الاستبداد والخيانة في الرياض والدوحة نسيت أو تناست أن الأميركي والأوروبي المأزوم وغير الجاهز للحرب والتفجير لن يضحي بمصالحه ولن يحميها، بل انه لن يتمسك بها لحظة واحدة اذا ما نشبت الحرب التي تدفع مشيخات الخليج المنطقة اليها.
وأما العثمانيون الجدد فلن يطول بهم البقاء حيث هم بين الغرب والشرق، ولديهم الكثير ليخسروه اذا لم يتعظوا قبل فوات الأوان خاصة أن تاريخهم العثماني في الاستبداد والقتل وارتكاب جرائم الابادة الجماعية ما زال يلاحقهم في أحلامهم ويقظتهم.