الثورة:
أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن سوريا تتأثر منذ الساعات الأربع والعشرين الماضية بموجة حر طبيعية، يُتوقع استمرارها حتى نهاية الأسبوع الجاري، مع بلوغ ذروتها اليوم وغداً وبعد غد.
وأوضحت المديرية في تصريح لوكالة “سانا” أن درجات الحرارة ستكون أعلى من معدلاتها السنوية بنحو 4 إلى 7 درجات مئوية، نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض موسمي هندي سطحي مترافق مع مرتفع شبه مداري في طبقات الجو العليا يتمركز جنوب شرق البلاد، ما يؤدي إلى تشكل ما يشبه “القبة الحرارية” التي تغطي عموم المناطق.
وبيّنت أن الحرارة ستصل في المنطقة الشرقية ومنطقة الجزيرة إلى نحو 49 درجة مئوية، فيما تسجل بين 44 و45 درجة في المناطق الداخلية والوسطى والجنوبية والشمالية الغربية، محذّرة من التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحاً و5 مساءً، وخاصة الأطفال وكبار السن.
وسبق أن حذر مكتب الإنذار المبكر في الدفاع المدني السوري من استمرار تأثير الموجة الحارة، داعياً المدنيين إلى الالتزام بالإرشادات الوقائية لتجنب مضاعفاتها الصحية. وأوضح أن التعرض المباشر للشمس في ساعات الذروة يرفع خطر الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس، لا سيما لدى الأطفال وكبار السن والحوامل.
وشدد على ضرورة شرب كميات كافية من المياه، وارتداء ملابس فضفاضة وفاتحة اللون، وحماية الأغذية من التلف، وتجنب إشعال النيران أو رمي أعقاب السجائر في الغابات والحقول، والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية.
كما أوصى بعدم ترك الأطفال داخل السيارات أو الاحتفاظ بمواد قابلة للتمدد أو الانفجار في المركبات، وتوفير الماء للحيوانات، وتجنب ري المزروعات في أوقات الذروة.
أشارت التحذيرات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يسبب حالات جفاف وإجهاد حراري، وصولاً إلى فقدان الوعي أو الوفاة في الحالات الشديدة، إضافة إلى زيادة احتمالات التسمم الغذائي وتفاقم الأمراض المزمنة، وتأثيرات سلبية على صحة الحوامل.
كما تؤدي الموجة الحارة إلى أضرار مباشرة بالمحاصيل الزراعية وجفاف التربة، ونفوق الحيوانات في حال غياب الظل والماء، مع زيادة استهلاك الكهرباء والمياه وارتفاع الأعباء الاقتصادية على الأسر.
وترفع الموجة أيضاً من خطر اندلاع الحرائق في الغابات والأراضي الزراعية، وتؤثر على النظم البيئية ودورة حياة الكائنات البرية، ما يدفع بعضها للهجرة بحثاً عن مصادر للماء والظل.
وأشار الدفاع المدني إلى أن الالتزام بالإرشادات الوقائية والتعاون مع فرق الطوارئ هو خط الدفاع الأول للحد من آثار الموجة الحارة، داعياً إلى سرعة الإبلاغ عن أي حالات طارئة عبر أرقام التواصل المخصصة لفرق الإنقاذ والإسعاف والإطفاء.