أبواب الدبلوماسية مفتوحة.. دمشق العنوان الشرعي للحوار بين السوريين

الثورة- منهل إبراهيم:

 

مع تعثر تطبيق بنود اتفاق العاشر من آذار بين الحكومة و”قسد”، زادت المخاوف من سد أبواب الدبلوماسية التي فتحتها دمشق على مصراعيها، وزاد الطين بلة مؤتمر “قسد” الأخير الذي وصفته الحكومة السورية بأنه شكّل ضربة لجهود التفاوض الجارية، وبناءً على ذلك فإنها لن تشارك في أي اجتماعات مقررة في باريس، ولن تجلس على طاولة التفاوض مع أي طرف يسعى لإحياء عهد النظام البائد تحت أي مسمى أو غطاء.

ومن باب استمرار الحوار الوطني وسد باب الصراعات وبلوغ هدف الوحدة السورية في الأرض والشعب، دعت الحكومة “قسد” للانخراط الجاد في تنفيذ اتفاق ١٠ آذار، كما دعت الوسطاء الدوليين لنقل جميع المفاوضات إلى دمشق باعتبارها العنوان الشرعي والوطني للحوار بين السوريين.ومنذ سقوط النظام المخلوع والحكومة ترحب بأي مسار مع “قسد” من شأنه تعزيز وحدة وسلامة أراضي البلاد، مع التمسك الثابت بمبدأ سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة، والرفض القاطع لأي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية”.

وشدّدت دمشق على أن الجيش السوري هو المؤسسة الوطنية الجامعة لكل أبناء الوطن، مع الترحيب بانضمام قوات “قسد” إلى صفوفه، ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة.

وكانت الحكومة السورية حذرت من أن أي تأخير في تنفيذ الاتفاقات الموقعة لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يعقد المشهد، ويعوق جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق السورية، وهذا ما يحصل في الآونة الأخيرة.

ومما لاشك فيه أن المسار المستقبلي الناجح لسوريا يكمن في الوحدة، ومن خلال حل الانقسامات طويلة الأمد التي مزقت البلاد لعقود من الزمن.

وقد دعمت واشنطن خطوات الحكومة السورية في هذا الاتجاه، وكان متحدث في الخارجية الأميركية أكد أن الولايات المتحدة تدعم جهود دمشق الجارية والنشطة، واستمرار المباحثات مع “قسد” تحت سقف الوحدة الوطنية باعتبارها الطريقة المثلى لحل أي قضايا عالقة.

ولا بد من الإشارة إلى أن تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك أثارت استياء “قسد” لكونه حمّلها مسؤولية تعثر المفاوضات مع دمشق.

وقال باراك وقتها: “بصراحة تامة، أرى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت بطيئة في القبول والتفاوض والمضي قدماً نحو ذلك، ونصيحتي لهم هي أن يسرعوا فهناك طريق واحد فقط، وهذا الطريق يؤدي إلى دمشق”.

وأضاف باراك أن “الحكومة السورية كانت متحمسة بشكل لا يُصدّق في محاولة ضم قوات سوريا الديمقراطية إلى ما تحدثنا عنه بالضبط: دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة، وتفاصيل كيفية تحقيق ذلك”، معرباً عن اعتقاده بأن “دمشق كانت جيدة جداً وسخية في سعيها لإيجاد طريقة لتوحيد هذه المصالح”.

ورأى المبعوث الأميركي أن “الوقت بدأ ينفد، فالعالم والمنطقة يتحركان بسرعة، وبالنسبة لسوريا، الفرصة هي الآن، وعلينا أن نستغلها وأن نصل إلى استنتاج: أمة واحدة، شعب واحد، جيش واحد، سوريا واحدة”.

ولعل التجربة أثبتت أن أي محاولة للوقوف خارج الإجماع الوطني والدولي ستكون محكومة بالعزلة والفشل، والدولة السورية منذ البداية كانت واضحة مع الجميع، واتفاق 10 مارس كان صريحاً.ومن المؤكد وبرأي العديد من الخبراء الاستراتيجيين أن الحكومة السورية لا يمكن لها أن تقبل بمطالب “قسد”، سواء من ناحية الفيدرالية أو دخولها الجيش ضمن كتلة واحدة منفصلة، لأن هذه المطالب تُمثل سياسة غير مقبولة، وتؤسس إلى تقسيم البلاد، وتؤدي إلى تفتت المجتمع السوري.

وتؤكد دمشق أن أي مطالبة بالفيدرالية أو اللامركزية تفتح باباً لتهديد وحدة البلاد وأمنها واستقرارها، وأن حق حماية الحدود ومحاربة الإرهاب وإدارة موارد البلاد من طاقة وسدود وغيرها هو عرف دولي لا يحتاج لأي مفاوضات أو اجتماعات، ومن حق الحكومة السورية بسط سيادتها على كامل أراضيها.

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة