الثورة – عبير علي:
يعد معرض دمشق الدولي واحداً من أقدم وأهم الفعاليات التجارية والاقتصادية والإقليمية في الشرق الأوسط، حيث يعكس تاريخاً عريقاً من التبادل الثقافي انطلق أول معرض له عام 1954، ويشكل منصة رائدة تجمع بين الشركات والمحلات التجارية من مختلف القطاعات، مثل الصناعات الحرفية والتكنولوجيا والمواد الغذائية.
يُعتبر المعرض فرصة فريدة للعاملين في القطاعات المختلفة لتبادل الأفكار والتقنيات، كما يُتيح للحرفيين والفنانين عرض ثقافتهم وإبداعاتهم، ومن خلال استضافته لممثلين عن دول عديدة، يُعزز المعرض التواصل والتعاون بين الدول في مختلف المجالات، ما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد وتطوير المجتمع.
في تصريح لصحيفة الثورة، أشار عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للحرفيين ومدير جناح الحرفيين الأستاذ رجب شحود إلى أن الاستعدادات لمعرض دمشق الدولي في دورته 62 لعام 2025 قد وصلت إلى مراحلها النهائية، حيث يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة على جناح الحرفيين الخاص بالصناعات اليدوية، الذي يمتد على مساحة 2244 متراً مربعاً، ويتكون من وحدتين وجناح مكشوف بينهما، مع جميع التجهيزات المطلوبة مثل الكهرباء والتكييف، بالإضافة إلى شاشات العرض وخدمة الإنترنت.
يُعد الجناح منصة مهمة لعرض المنتجات الحرفية التقليدية التي تعكس الهوية التراثية لسوريا، ويضم أكثر من 100 حرفة مثل الموزاييك، والصدفيات، والبروكار، والنحاسيات، والسيوف الدمشقية، والثريات، والمنسوجات، ودباغة الجلود، والأحذية، والزجاج الفينيقي، والفخار، ومواد التجميل مثل صابون الغار.
وشدد شحود على أهمية مشاركة الاتحاد العام للحرفيين في هذا المعرض الاستثنائي، وخاصة في ظل التغيرات التي تشهدها البلاد بعد سقوط النظام البائد، كما أعرب عن أمله في أن تكون هذه المشاركة بداية جديدة للبناء والإنتاج، مشيراً إلى أن الحرفيين يمثلون العمود الفقري للاقتصاد المحلي وحملة الهوية الثقافية والحضارية.
وأضاف شحود أن هذه المشاركة تُجسد إرادة الشعب السوري في إعادة إعمار وطنه بأيدي أبنائه، معرباً عن أمله في أن يكون المعرض فرصة لعودة الحرفيين المهجرين قسراً إلى دول الجوار بفعل ممارسات النظام البائد، وإحياء مقاسمهم التراثية في وطنهم.
وأشار شحود إلى أن الاتحاد يسعى أيضاً لاستغلال هذه الفعالية كفرصة لتسويق المنتجات الحرفية في الأسواق والمعارض الخارجية، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وإعادة إحياء صناعة الحرف اليدوية في سوريا.