ما إن هاتفتهم لمتابعة تحضيراتهم لجناحهم المخصص في معرض دمشق الدولي، حتى أرسلوا لي الفيديوهات المصورة لتحضيراتهم الحثيثة وعملهم الدؤوب النابع من القلب، يتسابقون مع الوقت لإنهاء مهامهم، مؤكدين لنا متابعتنا لهم أثناء المعرض، كي لا يكشفوا المفاجآت التي حضرتها اللجنة المنظمة في وزارة الثقافة والتي خصصت للأطفال حيزاً لا يستهان به من المفاجآت والألعاب والهدايا.. في جناح خاص يجلسون بأجوائه المريحة يرسمون ويلونون في صالة كالأحلام.. وكأن المعرض هذا العام يستقطب الأطفال الزوار ويكسر قاعدة “جنة الأطفال منازلهم”.. هذا ما أكده بعجالة أحد القائمين على الجناح والمشرف على إصدارات مديرية ثقافة الطفل.
ولعلي أصبحت أكثر تشويقاً لأعيش أجواء المعرض وأكتشف المفاجآت التي وضعتها الوزارة واعدة إيانا بالتصريح تباعاً بعد تفاعلنا وتجوالنا في المعرض الذي بدأ العد العكسي لانطلاقه، الانطلاقة الأجمل بعد أن فكت سوريا طوقاً محكماً على عنقها، وكسرت قيود العقوبات الاقتصادية وفتحت آفاقاً فكرية وثقافية.. وهي اليوم تعزز الانفتاح بعد الإقصاء وسياسة النأي بالنفس، لتمثيل الثقافات والاحتفاء بها بالفهم والوعي الجمعي المطالبين به.
اليوم، وعلى أرض دمشق يعود نبض الشرق والنور إلى مساره، تتلاقح فيه الثقافات وتتفاعل الحضارات ويتوحد المسار نحو انفتاح إعلامي، ثقافي، اجتماعي، اقتصادي سياسي جديد.. لن تكون سوريا كما قبل، بل ستؤكد هويتها الثقافية وتصدّر للعالم من على أرض معرض دمشق الدولي أنها ستبقى درّة الشرق وشامة الدنيا.
وبالعودة إلى الطفولة.. هل تشجّعتم لاصطحاب أطفالكم إلى معرض دمشق؟ أم أنكم تنتظرون المشاهدات الأولى لأجواء نكتشفها وننقلها لكم تباعاً؟!