في معرض دمشق.. الطابع يحكي قصة.. والعملة تروي حكاية

الثورة – عبير علي:

في قلب المعرض، يشارك الكاتب والباحث همام عبد الرحمن ضمن جناح وزارة الثقافة، مجسداً تجربة خاصة وفريدة من نوعها في قسم العملات والطوابع. وفي حديثه لصحيفة الثورة أكد عبد الرحمن على أهمية هذه العملات والطوابع في تجسيد الهوية الحضارية لتاريخ البلاد، وقال: “كل طابع يحكي قصة، وكل عملة تروي حكاية”.

من تدمر إلى بصرى الشام، ومن مهرجان القطن وآلهة الينبوع إلى شخصيات تاريخية كصلاح الدين وزنوبيا، تتجلى معالم وتراث الحضارة السورية في ثنايا العملات الوطنية الورقية والمعدنية والطوابع البريدية والمالية.

وفي دورة استثنائية، أعاد معرض دمشق الدولي تألقه وعبيره من الخمسينات، وكأن أصداء أم كلثوم وفيروز تعود لتملأ أجواءه من جديد، وتعتبر الدورة الثانية والستين لهذا المعرض بوابة جديدة تفتح أبوابها أمام العالم لاستقبال الزائرين، إذ كانت العملات والطوابع السورية حاضرة لتروي لنا ذكريات وآثار أجدادنا وعبق الماضي.

الأثر التاريخي والوطني

تميز جناح وزارة الثقافة بوجود قسم مختص للعملات والطوابع السورية، مضيفاً: “هذا القسم يروي حكايات ذاكرة سورية عبر حقبة تمتد لمئة عام”.

موضحاً أن القسم يجسد العمل الحي والتوثيق الأكاديمي من خلال عرض العديد من إصدارات مصرف سوريا المركزي والمؤسسة العامة للبريد التي تعود لعهد الانتداب الفرنسي حتى اليوم، ما يجعله عرضاً نادراً وحضورياً للمرة الأولى في تاريخ المعرض.

وأضاف: “قد شهد هذا القسم مشاركة خاصة للسيد نور شوا، الذي أتاح للجمهور فرصة الاطلاع على مقتنياته القيمة خلال فترة المعرض”.

وعن أهمية وجود العملات والطوابع في معرض دمشق الدولي، أشار عبد الرحمن إلى أن العلاقة بين المعرض والمطبوعات والمسكوكات الوطنية تمثل انسجاماً حقيقياً، واعتُبر معرض دمشق الدولي “هوية وطنية تُعرِّف بسوريا، وخاصة دمشق”. وأكد أن العديد من دول العالم كانت تتسارع لتجسد حضورها في هذا الصرح الذي اعتُبر الأول من نوعه في العالم العربي آنذاك، ما أضفى على المعرض رمزية خاصة وجعل منه سفيراً يمثل سوريا في الساحة العالمية.

تشمل المقتنيات المعروضة، الطوابع والبطاقات البريدية التذكارية التي تتجسد فيها دورات المعرض بدءاً من منتصف خمسينيات القرن الماضي، مروراً بيانصيب معرض دمشق الدولي الذي لاقى شعبية عالمية، وصولاً إلى الميداليات التذكارية الفضية والنحاسية التي وثقت مراحل مختلفة من دورات المعرض.

الأهمية العلمية والإصدارات المميزة

في إطار الحديث عن الأهمية العلمية للإصدارات المتنوعة، أوضح عبد الرحمن أن “أهمية هذه الطوابع والتذكارات تمتد إلى دورها في توثيق دورات المعرض المتتالية وهويتها البصرية المتغيرة، حسب رمزية كل دورة وشعارها”.

أما بالنسبة للمجموعات والمسكوكات الحاضرة في المعرض، فقد أكد أنه “حضرت في المعرض مجموعة مهمة من الطوابع والعملات والميداليات التذكارية، شارك بها الهاوي نور شوا من ضمن مقتنياته الخاصة”. وأضاف: “كان من بين أبرز القطع عملات تجسد حقبة الانتداب الفرنسي وخمسينات القرن الماضي، بالإضافة إلى جميع إصدارات مصرف سوريا المركزي من العملات الورقية والمعدنية منذ تأسيسه وحتى آخر إصدار متداول”. كما أشار إلى وجود “مجموعات عديدة من الطوابع البريدية التي تعكس حقبات مختلفة وتحاكي محطات تاريخية مهمة من تاريخ البلاد”. في الختام، شكر عبد الرحمن القائمين على هذا العمل ولوزارة الثقافة السورية التي أتاحت له الفرصة لاستضافة قسمه المختص بالعملات والطوابع ضمن جناحها في المعرض.

ليُظهر عبد الرحمن لنا كيف أن التاريخ والحضارة لا يزالان ينبضان عبر الزمان، مُسلطاً الضوء على جوانب لم تُروَ من قبل من خلال أهمية قسم العملات والطوابع في معرض دمشق الدولي، الذي يعكس تاريخ وحضارة سوريا الغنيتين. ولا يقتصر هذا القسم على عرض التحولات الثقافية عبر الزمن، بل يُعزز الوعي الجماعي ويدعو الجميع لاكتشاف الكنوز التي تمثل ذاكرة الوطن، حيث تُعتبر كل قطعة حكاية حية تعزز انتماءنا واعتزازنا بتاريخنا المتنوع والمشترك.

آخر الأخبار
منتخبنا يلاقي ميانمار إيابا.. تفوق نظري لحسم التأهل المبكر لآسيا 2027 كنان العظمة في "نصف القمر" عندما يتحول المنزل إلى معرض فني نابض بالحياة بلال شوربة.. يجسد صوت الثورة السورية بفنه عندما يُكتب الفساد بالحبر الرسمي.. ملف استيراد القمح نموذجاً بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟