الثورة – جاك وهبه:
شهد جناح الهيئة العامة للتقانة الحيوية في معرض دمشق الدولي إقبالاً لافتاً من الزوار والمهتمين، إذ عرضت الهيئة مجموعة من المنتجات الحيوية والاختراعات الجديدة التي تهدف إلى دعم القطاع الغذائي والصحي والصناعي بمنتجات مبتكرة ذات تكلفة منخفضة وكفاءة عالية.
منتجات حيوية
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة، أوضح الدكتور رضوان بدر الدين، من الهيئة العامة للتقانة الحيوية والحاصل على دكتوراه في علوم الأغذية، أن مشاركة الهيئة في معرض دمشق الدولي هذا العام ركزت على تقديم منتجات حيوية مدعمة بمواد عضوية أو مستخلصات نباتية أو طحالب طبيعية، إضافة إلى منتجات مثل الخميرة المدعمة بالحديد، التي يمكن أن تسهم في مقاومة حالات عوز الحديد في المجتمع.
وبيّن أن الخميرة اختيرت لأنها تُستخدم بكثرة في صناعة الخبز، ويستهلكها قطاع واسع من المواطنين، ما يجعلها وسيلة فعالة لتعويض النقص الغذائي.
كما أشار بدر الدين إلى العمل على إنتاج شتول خالية من الأمراض، مثل شتول الموز، إضافة إلى الفطريات الصالحة للأكل كالمشروم، والفطريات الطبية مثل فطر “غانوديرما” المعروف باستخداماته في علاج بعض الأمراض المزمنة ومنها السرطانية.
وفي إطار المنتجات الزراعية، عرضت الهيئة تقنيات إكثار نباتات البطاطا بطريقة زراعة الأنسجة، نظراً لعدم وجود بذور لها وإمكانية إكثارها فقط عبر العقل أو زراعة الأنسجة، ما يسهم في تحسين الإنتاجية وتأمين أصناف صحية وخالية من الأمراض.
غشّ السمن
ومن أبرز الابتكارات التي قدمتها الهيئة، طريقة جديدة لـ كشف غشّ السمن الحيواني بالشحم أو السمن النباتي المهدرج، وأوضح الدكتور بدر الدين أن الطريقة تعتمد على محلول خاص يُضاف منه 2 مل إلى أنبوب يحوي 1 غرام من السمن، وبعد بضع دقائق يمكن ملاحظة النتيجة، إذا كان اللون صافياً فهذا يدل على أن السمن أصلي، وإذا ظهر عكارة أو راسب، فهذا يشير إلى وجود غش بنسبة 5 بالمئة فما فوق.
وأكد أن هذه الطريقة حصلت على براءة اختراع مسجلة لدى وزارة الاقتصاد والصناعة، وتمتاز بسرعة كبيرة وتكلفة منخفضة ودقة عالية مقارنة بالطرق التقليدية، وأوضح أن تكلفة هذه الطريقة لا تتعدى 10 بالمئة من تكلفة الاختبارات التقليدية، وأن إمكانية تصنيعها وطرحها في السوق متاحة، رغم أن بعض المواد الأولية المستخدمة لا تزال مستوردة.
معالجة مياه المراجل
بدوره، استعرض المهندس عامر أنجق، مساعد باحث وعضو المكتب الإعلامي في الهيئة، منتجاً آخر يخص القطاع الصناعي وهو محلول لمعالجة مياه المراجل، يستخدم كبديل محلي عن المواد المستوردة مرتفعة الثمن.
وبيّن أن المحلول يعمل على منع ترسب التكلسات على الجدران الداخلية للمراجل عبر تحويل شوارد الكالسيوم إلى شكل معلق يسهل التخلص منه، كما يُستخدم في معالجة مياه محطات التحلية بالتناضح العكسي.
وأضاف: إن هذا المنتج يحافظ على كفاءة المراجل الحرارية ويطيل عمرها التشغيلي، فضلاً عن كونه منخفض التكلفة لاعتماده على مواد محلية أو مواد مستوردة تُستخدم أصلاً في صناعة الصابون، ما يجعله اقتصادياً وقابلاً للاستثمار المحلي بسهولة.
وتسعى الهيئة عبر هذه المنتجات والاختراعات إلى توفير حلول عملية للمشكلات الغذائية والصناعية، وتدعو جميع المستثمرين الراغبين إلى التعاون في تطوير هذه الابتكارات وتسويقها، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز ثقة المواطن بالمنتج المحلي عالي الجودة.