الثورة – علا محمد:
حين يُفتح باب جديد في وجه الناس، تتغير ملامح الانتظار إلى ملامح رجاء، هكذا بدا المشهد مع إطلاق “صندوق التنمية السوري”، إذ لم يُستقبل كإعلان اقتصادي فحسب، بل كإشارة تحمل في طياتها إمكانية عودة الطمأنينة لحياة أثقلتها التحديات.
من أزقة المدن إلى قاعات الجامعات وصفوف المدارس، ومن المكاتب الإدارية إلى الحقول، ارتسمت أسئلة كبيرة، لكنّها اتفقت عند جواب واحد: “ثمة أمل يُبنى”.
في قلب الأمل
في لقاءات أجرتها صحيفة الثورة، رأى المعلم أحمد الحسن أن هذه الخطوة تمثل بداية حقيقية لإعادة الاعتبار للمدارس، موضحاً أن إعادة بناء الصفوف وترميم ما تهدم منها سيكون له أثر مباشر على العملية التعليمية، فيما التقت رؤيته مع زميلته المعلمة رشا ناصر التي شددت على أن تنمية الإنسان تبدأ من التعليم، وإذا خُصص جزء من موارد الصندوق لتحسين البيئة المدرسية وتطوير أدوات التعلم، فإن الاستثمار سيعود مضاعفاً على المجتمع بأسره.
وعبر الطالب محمود دياب من كلية التجارة والاقتصاد، في حديثه عن تطلعه لأن يفتح الصندوق باباً لمشاريع شبابية، مشيراً إلى أن الطلاب الخريجين بحاجة إلى فرص لبدء مشاريع صغيرة، بدلاً من انتظار سنوات في طوابير البطالة، فيما زميلته الطالبة رهف بركات أكدت أن الاستثمار في طاقات الشباب يعني الاستثمار في المستقبل، معتبرة أن توفير دعم تقني وتمويلي للمبادرات الطلابية يمكن أن يحول الأفكار إلى مشاريع ناجحة.
استقرار معيشي
وتحدث مازن الخطيب- موظف، عن تطلعاته أن ينعكس الصندوق على الحياة اليومية، موضحاً أن إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والطرقات سيخفف أعباء كبيرة يعيشها الموظف في تنقله وعمله، مضيفاً: إن مثل هذه الخطوات من شأنها خلق بيئة أكثر إنتاجية وكفاءة.
في السياق ذاته، اعتبر المهندس المعماري فراس دحدوح، أن الصندوق يشكل فرصة لإعادة صياغة المشهد العمراني في البلاد، مشيراً إلى أن الأولوية يجب أن تكون لمشاريع إسكان ميسّرة تُعيد آلاف العائلات إلى بيوت لائقة بعد سنوات من النزوح”، موضحاً أن التنمية الحقيقية لن تكتمل من دون اعتماد حلول مبتكرة في الطاقة والمياه ومواد البناء، مؤكداً أن الاستثمار في هذا المجال هو استثمار طويل الأمد يضمن استدامة كل ما سيُشيد لاحقاً.
آمال تُرفع
ومن الريف، حملت المواطنة أمينة دياب أمنيات بسيطة بلسان شريحة واسعة، وقالت: “نأمل أن تصل مشاريع الصندوق إلى القرى البعيدة، فالريف بحاجة إلى دعم زراعي وخدمات أساسية تعيد الحياة إلى أرضه وسكانه”.
صدىً واحد تردد بين الجميع، أن الصندوق ليس مجرد أرقام مالية، بل وعد أن تتحول الخطط إلى حياة أفضل، وأن تتحول النوافذ الصغيرة المفتوحة اليوم إلى أبواب واسعة على مستقبل ينتظره السوريون بشغف.