كفاح الخوص: الوطن أكبر منّا

الثورة – ميسون حداد:

في صالة امتلأت بالشغف، أطلّ خريجو معهد “دراما رود” على خشبة المسرح، يحملون في آمالهم ما هو أبعد من الحلم، ويرسمون عبر المسرح لوحات لمستقبل وطن، في حين توهجت عيون الحاضرين بحثاً عن معنى أعمق من المشهد.

في صالة مسرح نقابة العمال، قدّم طلاب الدفعة الرابعة- قسم التمثيل- عرض تخرجهم بعنوان “الحياة المديدة للملك أوزوالد” للكاتب اليوغسلافي فيلمير لوكيتش، وذلك بإشراف المخرج كفاح الخوص. معد النص والمخرج الفنان كفاح الخوص أكد لصحيفة الثورة أن العمل المسرحي جاء ليطرح قضية السلطة في مواجهة الإنسان، موضحاً أن المسرحية “دعوة لاحترام الإنسان عالمياً”، وفي السياق السوري أراد أن يوجّه رسالة تدعو إلى المحبة والتعايش، قائلاً: “علينا أن نفهم أن سوريا لجميع أبنائها، وأن التنوع القائم فيها هو غنىً علينا احترامه”.

ورأى الخوص أن تخرج دفعة جديدة من طلاب التمثيل في هذه الظروف يعكس حيوية المسرح السوري، مشيراً إلى أن “الجمهور السوري لطالما أحب طقس المسرح والحضور المباشر، وسيبقى شغوفاً به مهما كانت البدائل الأخرى متاحة”. كما لفت إلى أن “هامش التعبير اليوم أوسع بكثير مما كان عليه سابقاً، والنص مرّ على الرقابة دون أي تعديل أو حذف”، معتبراً أن ذلك “حرية لم تكن متاحة في السابق”.

رسائل من قلب الخشبة

الطلاب بدورهم عبّروا عن تجاربهم ورؤيتهم للمسرح، مجد دغوص، الذي أدى دور “الجنرال جيرار”، اعتبر أن المشاركة “رسالة تقول كفانا اقتتالاً، فالكل تعب ونريد أن نعيش”، مؤكداً أمله بأن يحتل المسرح مكانة أساسية في سوريا الجديدة. أما تالا وهبة، فرأت أن الفن يجب أن يعكس أوجاع الناس بلطف، سواء عبر الغناء أو الضحك أو سرد القصص، معتبرة أن “الفن في هذا الوقت وسيلة لتذكير الناس بضرورة أن نحب بعضنا ونتقبل بعضنا”. وأكد رماح أبو عرب، المخرج المساعد والممثل، أن التجربة أضافت له الكثير على المستوى المهني والإنساني، “فالخبرة مع الأستاذ كفاح لا تقدّر بثمن، وزملائي بحماسهم زادوا من أدواتي كممثل وغيروا من منهج حياتي أيضاً”.

ولفتت بثينة نعيسة إلى أن المسرح ليس انعكاساً للواقع فقط بل وسيلة للرقي الإنساني: “الفن ينقّي نفس الإنسان، ويعلمنا أن نتقبل بعضنا على اختلافاتنا، ونتعلم من بعضنا، ونكمل بعضنا، وأتوجه بالدعوة لجميع الناس أن يرتادوا المسرح”. أما رايسة مصطفى، التي أدّت شخصية الملكة “كونستانسا”، وقدمتها من زاوية إنسانية: “الملكة كانت تضيع بين السلطة والحاشية المحيطة بها، ومن أجل الحفاظ على منصبها عانقت البدلة، في مشهد يجمع بين العبثية والكوميديا”.

في حين قدّم محمد عزام موسى حضوراً مزدوجاً كعازف أكورديون مباشر على الخشبة، وممثل لعدة شخصيات، أبرزها شخصية الفقير الصادق الذي يحاول تقويم الإعوجاج، لكنه “يعجز وينتهي قتيلاً” في إشارة إلى مصير الإنسان النزيه بلا دعم.

مسرح ورسالة

هكذا تحوّل عرض “الحياة المديدة للملك أوزوالد” إلى أكثر من مجرد تخرج أكاديمي، كان مناسبة حمل فيها الأساتذة والطلاب معاً رسالة تؤكد أن المسرح سيبقى منبراً للحرية والتعبير، ودعوة متجددة للحب والسلام والعيش المشترك في سوريا.

آخر الأخبار
مشاريع صناعية تركية قيد البحث في مدينة حسياء الصناعية تطوير القطاع السياحي عبر إحياء الخط الحديدي الحجازي محافظ درعا يلتقي أعضاء لجنة الانتخابات الفرعية تجهيز بئر "الصفا" في المسيفرة بدرعا وتشغيله بالطاقة الشمسية توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا الجمعية السورية لرعاية السكريين.. خدمات ورعاية.. وأطفال مرضى ينتظرون الكفلاء مدارس الكسوة والمنصورة والمقيليبة بلا مقاعد ومياه وجوه الثورة السورية بين الألم والعطاء يطالبون بتثبيت المفصولين.. معلمو ريف حلب الشمالي يحتجّون على تأخر الرواتب تقصير واضح من البلديات.. أهالٍ من دمشق وريفها: لا صدى لمطالبنا بترحيل منتظم للقمامة ماذا لو أعيد فرض العقوبات الأممية على إيران؟ "زاجل" متوقف إلى زمن آجل..مشكلة النقل يوم الجمعة تُقّيد حركة المواطنين في إدلب وريفها الدولة على شاشة المواطن..هل يمكن أن يرقمن "نيسان 2026" ثقة غائبة؟ تعزيز الشراكة السورية- السعودية في إدارة الكوارث بين الآمال والتحديات.."التربية" بين تثبيت المعلمين وتطوير المناهج "العودة إلى المدرسة".. مبادرة لتخفيف الأعباء ودعم ذوي الطلاب "بصمة فن" في جبلة.. صناعة وبيع الحرف اليدوية إسرائيل تبدأ هجوماً مكثفاً على غزة المشاريع السعودية في سوريا.. من الإغاثة الإنسانية إلى ترسيخ الحضور الإقليمي