الثورة – سهيلة إسماعيل:
ما إن تدخل قصر الزهراوي في حمص القديمة حتى تحس بعبق الماضي، فكل زاوية وركن وحجر فيه يروون حكاية من تاريخ المدينة العريقة، وبحسب مدير آثار حمص حسام حاميش يُعد القصر من أشهر بيوت حمص الأثرية وأقدمها، فهو مملوكي ويرجع لسنة “661 هـ” وقد أُرّخ استناداً إلى كتابة تأسيسية منقوشة على حجرة في الواجهة الشمالية المطلة على باحة الدار.
تفضي إلى الدار بوابة تعلوها قنطرة ذات قوس من النموذج ثلاثي الفصوص تعلوها كتابة تقول “عمّر هذا الطريق الحق الأبر علي الأزهري فوفق أناس تيه بنجد لما الأجر في تسار”, (تسار=661هـ)، وقد ألغيت هذه البوابة واستعيض عنها بالدخول من القسم الغربي الذي انهار وأعيد بناؤه، وتتألف الدار الحالية من قسمين القسم المملوكي القديم والقسم العثماني المحدث. يتألف القسم المملوكي من ممر يؤدي إلى صحن سماوية تحيط بها الأجنحة من جميع الجهات، والمبنى من طابقين, يتألف القسم الجنوبي منه من إيوان تعلوه قبة صدفية الشكل تحاط في أسفلها بمقرنصات، وهناك غرفتان، وداخل الجناح قاعتان تعلو الأولى قبة، أما القبة الوسطى فتتميز بوجود عنق مليء بالنوافذ الصغيرة وزوايا الانتقال مزينة بالمقرنصات.أما الجناح الشرقي والغربي فعبارة عن غرف مغطاة بعقود مختلفة المناسيب، والجناح الشمالي “الجناح الملكي” هو عبارة عن قاعة رئيسة تعلوها قبة تحف بها من الجانبين قاعتين أصغر وتعلو القاعتان قاعتين متناظرتين تطلان على القاعة الوسطية، ويعلو سقفيهما قباب ويتم الوصول إليهما عن طريق درجين، ويشمل الطابق الثاني كامل المبنى عدا الجناح الجنوبي.
ويتألف القسم العثماني من باحة وسطية وجناحين شمالي وجنوبي, والجنوبي مهدّم ولم يبق منه شيء, أما الشمالي فهو عبارة عن قاعة كبيرة تعلوها قاعة أخرى لها شرفة تطل على الفناء، والجناح بسيط في بنائه لكنه يتميز بالخشبيات الجميلة التي يحتويها.القسم المتبقي من القصر حالياً لا يحتوي على جناح الخدمات من مطابخ واسطبلات ومعيشة الخدم فقط، بالإضافة إلى غرف المؤونة مما يرجح كونها مهدمة علماً أن جزءً من البناء من الناحية الشرقية مهدوم.سُجّل القصر أثرياً سنة 1967م واستملكته مديرية الآثار سنة 1978م بغية المحافظة عليه وتوظيفه كمتحف للتقاليد الشعبية، وتبلغ مساحته ٨١١ م٢.