الطبيب الأديب محمد صالح قنباز..أول عضو في مجمع اللغة العربية بحماة

الثورة – رفاه الدروبي:

مرَّت الذكرى المئوية لرحيل القامة الفكرية والاجتماعية في مدينة حماة الطبيب الأديب محمد صالح قنباز، إذ استشهد أثناء نضاله ضد الاستعمار الفرنسي وكانت حياته حافلة بالأحداث، لذا شارك الدكتوران محمد هيثم قنباز، وراتب سكر في أمسية احتضنها ثقافي أبي رمانة.

ثقة المثقفين

استهلَّ المحاضرة الدكتور سكر متحدثاً عن تسارع المتغيرات السياسية والاجتماعية منذ مطلع القرن الماضي حتى عام ١٩٢٥، تسارعاً ترافق بقسوة التنكيل والبطش، كونه تمثل بقتل الطبيب الأديب محمد صالح قنباز ١٨٨٥- ١٩٢٥، وتتمثل جملة المتغيرات أيضاً في انسحاب الدولة العثمانية، لافتاً إلى أنَّ قنباز كان يعالج المرضى ويكتب الأناشيد للمناهج المدرسية، ويقرأ قصائده في المحافل الثقافية، كي يعبِّر عن إيمانه العميق بأهمية الأدب والثقافة في التحقيق الضروري لنهضة الأوطان وارتقائها، وكان من معاصريه نجيب الريس وخير الدين الزركلي، وكلاهما ذكرا أنَّه أحد العاملين على استقلال العرب ووحدتهم.

وأشار إلى أنَّ الأديب قنباز كان محلَّ ثقة رجال الثقافة والعلم والوطنية في مدينتي حماة ودمشق، وعندما شرع قادة ثورة حماة في خريف ١٩٢٥ يُحضِّرون لإعلان نفيرها بمؤازرة الثورة السورية الكبرى فاتح فوزي القاوقجي سراً بما عزم عليه مع إخوانه، منوِّهاً بأنَّ منير الريس عرف من قنباز أنَّ الثورة تتطلب تنشئة علمية وثقافية للمجتمع، ولا تأتي على جهالة اجتماعية، وأثناء نشوب الثورة واجهت القوات الفرنسية ثوار حماة بعنف شديد. ووجد قنباز نفسه أمام صوت الضمير والواجب يلبي أنين جراح المصابين في ساحات حماة، مضمداً الجراح ويعود المرضى في بيوتهم تحت وابل الرصاص، وفوجئ بالجنود السنغاليين والفرنسيين يُطوِّقون حيَّه “تل الدباغة” مطلقين الرصاص القصدي والعشوائي على المارة فيه، وبعد نجدته لأحد الجرحى أصيب أثناء دخوله لمنزله برصاصتين في رأسه من جندي سنغالي فقضى نحبه بين يدي أمه.

صدق تعبير قصائده

وحسب الدكتور سكر كان الدكتور قنباز مهتماً بالأدب العربي وله ولع بنظم الشعر فنشطت قريحته، خصوصاً في الأناشيد الدينية المدرسية، ما أعانته في تحقيق رسالته التربوية والتعليمية. ويذكر خير الدين الزركلي في كتابه الأعلام له شعر جيد، وأناشيد وطنية كثيرة نظمها للمدارس، وكتاب في” الفرائض”، وكتب مدرسية في “علم الأشياء”، و”العلوم الطبيعية” و”الاقتصاد”، وكان فقيهاً في الشرع الإسلامي، عالماً بالتاريخ. كما أكَّد الدكتور راتب على أنَّ قصائده اتسمت بصدق تعبيرها عن كل ما يختلج في وجدانه من تفاعل مع قضايا زمنه، مقدمةً أنموذجاً مهمَّاً في الأصالة الأدبية، كذلك تُرجمت بعض قصائده في معجم البابطين المعبرة عن ظلم حكام زمانه وسوء إدارتهم.

التاريخ يعيد نفسه

بدوره انتقل محمد هيثم قنباز للحديث عن عمه صالح، أن التاريخ يعيد نفسه في حماة خاصة وسوريا عامة بحكم آل الأسد البائد، إذ اعتقل في سجن تدمر على أثر أحداث حماة في ثمانينات القرن الماضي، فهاجموا منزله، ومزقوا الوثائق المهمة الموجودة فيه وغابت المعلومات الموثقة عن أدبه، مضيفاً: إنَّ عمه صالح ولد في مدينة حماة لأمٍّ دمشقية من عائلة “المط” تلقى تعليمه في مدرسة حماة الأميرية، ثم انتقل إلى مكتب عنبر حيث تفتَّحت مواهبه العقلية وتوسعت ملكاته الفكرية. وكثيراً ما كان يُصرِّح أنَّه لم يتلذذ في طلب العلم ولم يتذوق حلاوته إلا في دمشق، وكان يتردد على أهل العلم أمثال: “طاهر الجزائري، جمال الدين القاسمي، عبد الرزاق البيطار، محمد كرد علي”، حيث فتحوا أبواب جلساتهم العلمية والأدبية له، وبعد إنهائه المرحلة الثانوية التحق بالمعهد الطبي بدمشق فالأستانة وعاد إلى حماة ليستقبل مرضاه.

خاتماً حديثه عن انتخابه عام ١٩٢٣ عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق “مجمع اللغة العربية”، وكان أول من دخل الصرح من مدينة حماة، لكن مؤلفاته لم تطبع وضاعت معظم مخطوطاته عندما اقتحم الفرنسيون بيته بعد استشهاده، وبقي منها نحو ثلاث مخطوطات مزقتها قوات النظام المخلوع أثناء أحداث حماة.

آخر الأخبار
لمصلحة من كان قرار إغلاق شركة كونسروة مزيريب؟ الثروة الحيوانية في دائرة اهتمام القطاع الزراعي بحلب "EHR" حل نوعي لتطوير منظومة التأمين الصحي في سوريا مشروع توضيب المؤونة.. فعّال ويتماشى مع المتغيرات "مجلس النهضة" يدعو لتشخيص الواقع الاقتصادي "شم ولا تدوق".. "من أربعين كيلو مكدوس" إلى خمسة فقط.. أرقام تفضح وجع المؤونة قلعة دمشق تستعيد هيبتها.. حملة تنظيف وإزالة تعديات انطلاق المرحلة الثانية من حملة مكافحة التسول في حلب حي الأعظمية بحلب.. يختنق بين الأرصفة المشغولة والشوارع المغلقة مدارس عندان شمال حلب..تنتظر الدعم لبدء عامها الدراسي الجديد استمرار حملة إزالة الأنقاض في منطقة خان شيخون محافظ إدلب يطلق مشروع ترميم وتأهيل 25 مدرسة في جبل الزاوية وكفرنبل محطتا مياه عينجارة بريف حلب تعودان للخدمة ألكاراز بطلاً لفلاشينغ ميدوز التصفيات الأوروبية المونديالية.. سداسية للإسبان والبلجيك رسائل سريعة من حمص العديّة إلى الجمعية العمومية.. تطلّعات وأمنيات أستراليا تحتفظ بلقب سلة آسيا للناشئين سلة أوروبا للرجال.. خروج فرنسا وإيطاليا من البطولة نادي الشهباء للفروسية بحلب .. إرادة تعيد للحصان صهيله وللمدينة روحها انتقاء منتخب سيدات دمشق للشطرنج