الثورة:
عقد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، الدكتور آدم عبد المولى، مؤتمراً صحفياً في دمشق اليوم الثلاثاء، قبيل انتهاء مهامه، استعرض فيه حصيلة عمل المنظمة الأممية في سوريا على مدى سنوات، والأولويات المطروحة للمرحلة المقبلة.
أكد عبد المولى أن الواقع الإنساني في سوريا مايزال بالغ التعقيد، مشيراً إلى أن 16.5 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدات، إضافة إلى 2.5 مليون عائد من النازحين واللاجئين، معظمهم فقدوا منازلهم.
ولفت المسؤول الأممي إلى أن النزوح الداخلي لايزال قائماً بوجود أكثر من 6 ملايين سوري داخل البلاد، يقابله عدد مماثل من اللاجئين موزعين في شتى أنحاء العالم، وبين أن نحو ربع المساكن في سوريا تعرضت للضرر أو التدمير خلال السنوات الماضية، في حين لم تحصل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 إلا على 14% من أصل 3.2 مليارات دولار هي حجم التمويل المطلوب، ما يعكس عجزاً خطيراً عن تلبية الاحتياجات المتزايدة.
وجّه عبد المولى شكره للحكومة السورية على ما وصفه بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة، مؤكداً أن دور المنظمة يتمثل في دعم الأولويات الوطنية ومواصلة المشاورات مع دمشق لتطوير البرامج المستقبلية التي تستجيب للتحديات وتدعم جهود التعافي والتنمية.
توقف عبد المولى عند محطاته الأولى في سوريا عام 2012، قائلاً إنه قرر حينها وقف جميع المشاريع التنموية “حتى لا يستغلها نظام الأسد السابق سياسياً”، معتبراً أن تلك المرحلة كانت من أصعب الفترات التي مر بها عمل الأمم المتحدة في البلاد.
ويختتم عبد المولى مهمته في وقت يشهد فيه الملف السوري تعقيدات متزايدة، حيث تتقاطع الحاجة الماسة للإغاثة مع مسار التعافي وإعادة الإعمار، في ظل فجوة تمويلية كبيرة وتحديات سياسية وأمنية لم تُحسم بعد.