دور المجتمع في رعاية المواهب وتحفيزها

الثورة – علاء الدين محمد:

التركيز على جيل الأطفال والشباب أمر ضروري وهام، فهم عماد المستقبل على جميع المستويات، وخصوصاً المستوى الإنساني والاجتماعي والأدبي.ففي ورشة العمل التفاعلية تحت عنوان: “كيف أسرد قصة أجمل” للكاتب والروائي أيمن الحسن، التي أقيمت في ثقافي المزة.. اتسم العمل بمراعاة ميول الأطفال وخبراتهم، مع تركيزها على نشر نماذج معرفية وأخلاقية وقيمية، وأيضاً دراية كافية بخصائصهم الإدراكية والجمالية.

الحسن أوضح في البداية أنه سيأتي وقت ونتوقف فيه نحن الأدباء عن الكتابة، وسوف يستلم زمام الأمور وسدة العمل الشباب والأطفال من بعدنا، ومهما كان دورنا في تقديم الخبرة الآن التي توفرت لدينا بعد العديدة من الأمسيات والمجموعات القصصية وغيرها خلال فترة حياتنا.وذكر، أنه عندما كنا في مرحلة الشباب مثلهم جاء من يأخذ بيدنا ويقول لنا: هذا يصلح، وهذا لا يصلح، اقرأ هذا الكتاب، ولا تقرأ ذاك، أي مررنا بنفس التجربة إذ كان لدينا الكثير من الأخطاء والتصورات غير الصحيحة عن الكتابة، وجاء من يأخذ بيدنا ويرشدنا، منهم الشاعر خالد أبو خالد عندما كان يقول: اقرأ.. وينتقد أخطاءنا.. ليس بقصد التجريح، بل كان لديه ثقة أنه لدينا الأفضل، وغيره من الأدباء والكتاب.

يبدأ من الاسرة

وعن دور المجتمع في رعاية المواهب وتشجيع الأطفال والشباب قال الحسن: إن الدور يبدأ من الأسرة، وهذا منوط أولاً بالأم لأنها الموجودة دائماً بين أطفالها، والطفل معروف عنه التقليد، فهو يقلد والدته عندما يراها تمسك كتاباً، بمعنى ليس بالضرورة أن يكون يستطيع القراءة، بل يمكن أن يبدأ بالمجالات المصورة، فالصور تلفت النظر بالرسومات وغيرها.وأشار إلى أنه إذا كان لا يقرأ في هذه الحالة أسست لديه شيئا من الفضول، وهنا يجعل الكتاب دائماً صديقاً له، والدور أيضاً منوط بالأب، فعندما يفتح كتاباً يأتي من عمله ويسأل الطفل عن فحوى الكتاب الذي يقرأه الأب، ويقرأ له سطوراً منه، أو يجعله هو يقرأ إذا أراد أيضاً.وعن أهمية وجود مكتبة في البيت، أكد الحسن أن مسالة المكتبة ضرورية، ليست بعدد كبير من الكتب، المهم أن تكون بمكان أنيق يجعله يحب هذا المكان ويهتم به ويراقب كيف يأخذ كتاباً من هذا المكان، وكيف تأخذ الأم والأخت وغيرهم.ولفت إلى أن للمدرسة دوراً أيضاً لناحية وكيفية التوجيه للقراءة فيها، منوهاً بأن البعض المكتبات في المدارس لدينا معطلة عن العمل، ولا أحد ينصح بالذهاب إليها أو يقوم بقراءة كتاب معين، للأسف فالأستاذ دوره أن يقول على سبيل المثال لا الحصر “من يلخص لنا هذا الكتاب له جائزة”، يجب أن يحفز ويفعل مكتباتنا، فطموحنا في مجتمعنا الحالي أن يكون الطفل على درجة عالية من الدراية، وحينما يكون في مجتمع متوتر، فالكتابة تعالجه لأن الطفل بحاجة إلى متنفس كي يعبر بالرسم أو الكتابة وغيرها بدلاً من الغضب أمام الأب والأم والأصدقاء، والعنف.وأضاف: نحن لا نريد أن يصل إلى هذا الحد بل نحب أن يصل الى مرحلة راقية، عندها نقول له: امسك ورقة وقلماً واكتب ما حصل معك، أو ارسمه في حال كان لا يجيد الكتابة.

وتابع: في بلادنا دائماً تعودنا أن أبناء الوطن يحققون مراتب عليا في الدراسة، والجوائز الأدبية والفنية خارجاً.. لذلك علينا أن نقوم بهذا الدور، وأن نقدم ما لدينا من خبرات، وأيضاً ما تقوم به المؤسسات مثل وزارة الثقافة، واتحاد الكتاب العرب، وذلك بإقامة ورشات ودورات وغيرها من الأمسيات، لاحتواء هذه المواهب التي تظهر على شبابنا.

“القراءة تصنع الإنسان الكامل”وعن تحفيز الأطفال واليافعين، سرد لنا الحسن تلك الحكاية ليأخذ منها اليافعون ما يريدون، وقال: في دولة أوروبية في إحدى الروضات المليئة بالأطفال تأتي مشرفة وتجلس وسط الباحة، عندما كان الأطفال يمرحون ويلعبون، وتمسك كتاباً، البعض من الأطفال يتابع لعبه والبعض الآخر يأتي ويتحلق حولها، ويسألها ما هذا، ثم تقوم بشرح ماذا تقرأ، وتسألهم عن رأيهم في حال كانت قصة أو معلومة كي يكون هناك تفاعل، لأنها لا تريد الطفل مستمعاً ومتلقياً.. بل تريد رأيه وتسأله هل أعجبك؟وربما لا يعجبه وهذا طبيعي، ثم تأخذ بيدهم لتدلهم إلى المكتبة، ويتعودوا على أخذ الكتب وقراءتها في حال أعجبهم.

وأيضاً استحضر قولاً لفرانسيس بيكون قال فيه “القراءة تصنع الإنسان الكامل”، والشيء المثير للاهتمام أننا نحن نسمع دائماً أشياء تثير فينا نوعاً من العجب بما وصل إليه العلم أو الطب أو غيرها، هناك مقولة تقول “إن من يقرأ لا يخرف، أي تبقى ذاكرته متحفزة أكثر مما لا يقرأ، وعلى المستوى الصحي تكون صحته أفضل من الشخص الذي لا يقرأ، وهناك مسائل كثيرة يكتشفها العلم لأهمية القراءة، دورنا أن نبدأ مع هؤلاء الأطفال بمجموعة من النصائح مع الزمن يجب أن يكون لديه رغبة وإرادة، نحن نحفز تلك الرغبة ربما ليس أيضاً لديه الرغبة لا نجبره، فنقول له عندما تكتب تتنفس عما يجول في نفسك ومع الزمان تجعلك تكتشف إنك تقوم بشيء جميل.. والأهم من الكتابة هو القراءة.. لأن كل كاتب كان قارئاً في البداية،في النهاية.. الطفل السوري والشاب لديه الإمكانات الكاملة الكبيرة، وعلينا كأهل ومدرسين ومؤسسات تعليمية الأخذ بيدهم لأنهم من سيرفعون اسم بلدنا ورأسنا عالياً، ولأننا دوما بلد الثقافة والحضارة والتألق الدائم.

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر