الثورة – نيفين أحمد:
استجابت الفرق المختصة في الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” لبلاغ بوجود رفات بشرية داخل أحد الأبنية في حي التضامن بدمشق، وذلك خلال قيام أحد الأشخاص بأعمال إعادة تأهيل في البناء.
وكشف الدفاع المدني أن عملية الانتشال جرت بإشراف من الهيئة الوطنية للمفقودين، وبحضور ممثلين عن النيابة العامة، وإدارة الأمن الجنائي، ومركز الاستعراف بالطب الشرعي، إذ عُثر في الطابق الأرضي للبناء على رفات تعود وفق المعطيات الأولية لأكثر من خمسة أشخاص مجهولي الهوية، وكانت مختلطة مع أعمال الحفر، كما وُجدت في المكان حزّامة بلاستيكية تُستخدم لتقييد الأيدي ما يفتح أبواب الأسئلة حول ظروف اختفاء هؤلاء الأشخاص ومصيرهم.
وأوضح الدفاع المدني في بيان له، أنه تم توثيق الرفات، وعمل الفريق المختص على جمع كل ما وُجد في الموقع من أدلة ومتعلقات شخصية ليُصار إلى تسليمها لمركز الاستعراف في الطب الشرعي في خطوة أساسية نحو محاولة تحديد هويات الضحايا وربط مصائرهم بأهاليهم الذين ينتظرون خبراً منذ سنوات.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على رفات في حي التضامن، إذ سبق لفرق البحث في الدفاع المدني السوري أن استجابت لبلاغين مشابهين.
ويؤكد الدفاع المدني أن التعامل مع مثل هذه المواقع يحتاج إلى أعلى درجات الدقة والتوثيق محذراً الأهالي من محاولة العبث بمواقع الرفات أو المقابر الجماعية لما لذلك من أثر خطير على الأدلة الجنائية التي تشكّل الركيزة الأساسية في الكشف عن مصير المفقودين وتحديد هوياتهم وأيضاً في ملاحقة المتورطين بجرائم الاختفاء القسري.
قصة كل رفات تُنتشل من تحت الركام ليست مجرد عظام صامتة بل هي حكاية إنسان كان يوماً ما جزءاً من حياة وأسرة تنتظر عودته أو خبراً عنه.
وبهذا المعنى يصبح كل اكتشاف جديد بارقة أمل لأهالي المفقودين الذين يعيشون على أمل أن تتحول الأسئلة المؤلمة إلى حقائق وأن يتحول الصمت الطويل إلى شهادة حق أمام العدالة والتاريخ.