المؤتمر الأول لذوي الإعاقة.. فرصة للتغيير أم وعد بلا تنفيذ؟ 

الثورة – مريم إبراهيم:

علق أشخاص كثر من ذوي الإعاقة بمختلف أشكالها، آمالاً وأهمية كبيرة على المؤتمر الأول لذوي الإعاقة، والذي انطلقت أعماله اليوم برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والذي يعول عليه في أن يكون منصة حقيقية لتبادل الخبرات وصياغة سياسات عملية تحقق الدمج الكامل، والحقوق المتساوية للأشخاص ذوي الإعاقة، وسنّ قوانين تضبط مساعدتهم بمقادير ونسب تناسب احتياجاتهم وتلبي تطلعاتهم، وتجعلهم فاعلين وشركاء حقيقيين في المجتمع كما بقية الأقران الآخرين.

تحديات ومواجهة

وعبر ذوو إعاقة في لقاءات لصحيفة الثورة عن الكثير من الصعوبات والتحديات التي تواجههم في حياتهم اليومية، وتأمين مستلزماتهم، إضافة إلى المعاناة المستمرة من التهميش المجتمعي لهم، وطموحهم لحجز فرصة عمل في أي قطاع عمل أو مجال آخر لتأمين دخل لهم يجنبهم الحاجة والعوز للآخرين.

نسرين أسعد- شابة من ذوي الإعاقات الحركية، لم تمنعها الإعاقة من إنهاء تحصيلها العلمي، وحتى بعد الحصول على الشهادة الثانوية لم يتم قبولها في أي وظيفة، ولم تستطع تأمين فرصة عمل ودخل مادي مناسب لها يعينها في حياتها، ويخفف أعباء مادية عن أسرتها التي بالكاد تؤمن مستلزماتها واحتياجاتها اليومية كونها من ذوي الدخل المحدود، وتتمنى أن تطرح قضايا ذوي الإعاقة بما يخص سوق العمل وأخذهم بعين الاعتبار والاهتمام بهم وتفعيل أدوارهم بالشكل المناسب.

في حين يجد ياسر عبدو، وياسين العلي، وهم من ذوي الإعاقات التي جاءت نتيجة الحرب، أن قضاياهم كذوي إعاقة لا تأخذ الاهتمام، فهم كانوا فاعلين في المجتمع ويقومون بأعمال تساعدهم في تأمين متطلباتهم، لكنهم وجدو أنفسهم تحت مسمى ذوي إعاقة، وكثير من الجهات التي يتقدمون إليها لا تلبي رغبتهم في الحصول على عمل، متمنين ألا يكون هذا المؤتمر مجرد كلمات وتنظير، بل يجب أن يخرج بنتائج إيجابية تخدم مجمل قضايا ذوي الإعاقة، وهم الذين ما زال المجتمع ينظر إليهم بنظرة غير محببة كفئات هشة في المجتمع ليس إلا.

وترى منى الشمالي، وهي والدة طفلة من ذوي إعاقات التوحد، أن قضايا ذوي الإعاقة مهمة، ويجب أن تجد احتياجات هذه الشريحة صدى وإجابات لدى الجهات المعنية، إذ إن رعاية الأطفال ذوي الإعاقة وتربيتهم مكلفة للغاية، وتتكبد الأسر أعباء كبيرة سواء جسدية أم مادية أم نفسية، وكذلك لناحية التعامل مع المجتمع في عدم قبول هذه الشريحة واندماجها في المجتمع، وأخذ حقوقها، في وقت يحظى فيه ذوو الإعاقة باهتمام كبير ورعاية وتأمين خدمات في مختلف دول العالم.

ويوافقها الرأي أولياء أمور لذوي الاعاقة، إذ يعانون الأوضاع المعيشية الصعبة، فذوو الإعاقة وأسرهم يعانون معاناة كبيرة في تأمين مستلزمات حياتهم اليومية، ويتكبدون كثيراً من المشقة في مجمل تفاصيل التعامل مع الظروف المادية والمجتمع، وعلى الرغم من كل الظروف والتحديات يطمحون لواقع أفضل، واندماج مجتمعي يحقق لهم طموحهم وغاياتهم في أن يكونوا أفراداً فاعلين في مجتمعهم كما بقية الأقران الآخرين، ويأملون أن يلحظ المؤتمر المعني بالإعاقة قضاياهم ومشكلاتهم سواء في الصحة أم التعليم أو أي جوانب أخرى من تفاصيل حياتهم ووسطهم المحيط، وأن يكون ملف ذوي الإعاقة في سلم أولويات العمل لإحداث أفضل النتائج المهمة في واقع ذوي الإعاقة، والذي بات يأخذ تشعبات وتحديات كبيرة في ظل زيادة أعداد ذوي الإعاقة بعد سنوات الحرب من جهة، وعدم كفاية الخدمات والرعاية المجتمعية المقدمة لهم بالشكل المناسب من جهة أخرى.

قيد العمل

من جهتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعمل حالياً على ملف الخدمة المجتمعية للفئات الأكثر احتياجاً، ومنهم ذوي الإعاقة، إذ يعانون من صعوبة الوصول إلى التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، وصعوبة الوصول إلى فرص العمل بسبب نقص التأهيل والتدريب، ونقص الوعي المجتمعي بقضايا الإعاقة، ما يفاقم المشكلات التي يواجهها ذوو الإعاقة، ويعتبرون أكثر عرضة للعنف والاستغلال، خاصة في الظروف الأمنية غير المستقرة، وصعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية بسبب نقص الدعم المالي، ودمجهم في المجتمع بالشكل المطلوب.

تبقى آمال شريحة كبيرة من ذوي الإعاقة معلقة، وأنظارهم ترنو لواقع أفضل يحلمون به ويحدث فرقاً في ملف الإعاقة، وهو الملف الذي يطرح اليوم كماً كبيراً من التساؤلات والآراء، فهل يحصد ذوو الإعاقة ثماراً وصدى إيجابياً من الكم الكبير من الأحاديث والنقاشات بشأن قضاياهم.. تبقى الإجابات معلقة لحين إحداث الفرق الواضح في هذا الواقع، فهل يتحقق المأمول من النقاش المطروح؟.

آخر الأخبار
الزبداني .. تعيد النور إلى فصول مدارسها 30 مدرسة بريف دمشق تتحضر لاستقبال طلابها فتح 200 كم "خطوط نار" في ريف اللاذقية الشمالي تكريم حفظة القرآن في تجمع "جديدة الفضل" و"دروشا" افتتاح محكمتي صلح في "دارة عزة" و"الأتارب" ‏ختام فعاليات ملتقى "وجهتك الأكاديمية" في جامعة الفرات إقالة دبلوماسيين أميركيين معنيين بالشأن السوري بشكل مفاجئ  ‏الصيد الجائر يهدد الثروة السمكية في دير الزور إصلاح أم إعادة تموضع بين "العام" و"الخاص" ؟ إدانات دولية متصاعدة لتوسيع الاحتلال عدوانه على غزة الأمم المتحدة: الوضع في غزة يزداد سوءا تحسن في أسعار صرف الليرة في السوق الموازي الشيباني في واشنطن.. دلالات سياسية واقتصادية في توقيت حساس مساع أممية لإيجاد حلول مستدامة للاجئين السوريين في الأردن "الدولرة"...استقرار نقدي على حساب القرار الوطني مراجعة مذكرات التفاهم.. رسالة طمأنة للمستثمرين أم اعتراف ضمني بالفشل ؟ افتتاح مبنى التأمينات الاجتماعية بإدلب… خطوة نحو تحسين الخدمات أكرم الأحمد:  تغطية الأحداث تتطلب إعلاماً أكثر شمولاً وانتشاراً   اجتماع الأسرة الزراعية في إدلب… نحو استراتيجية متكاملة لدعم المزارعين لمواجهة الجفاف في سوريا.. التشبث بالأرض ومواصلة الإنتاج