الثورة – همسة زغيب:
تُشرف الحرفية ملك شعبو على ورشة “فن الكروشيه” وتُقدّم المساعدة بسخاء، في ركن هادئ بالمركز الثقافي العربي في برزة، ليست مجرد تدريب على الغرز، بل مساحة دافئة للتمكين، والتعبير، وتبادل الخبرات بين نساء اجتمعن على حب الحرفة والخلق.
بابتسامة لا تفارقها، تُرافق شعبو كل مشاركة بخطواتها الأولى، وتمنح كل مشاركة فرصة لتكتشف جمال ما تصنعه يداها، كما أوضحت في حديث لصحيفة الثورة، حين تلتقي الأنامل بالخيط يُولد فنٌ لا يُحاكي الشكل فقط، بل يُجسّد الحكاية، وأضافت: إنّ الفن اليدوي لا يُنسج بالخيط فقط، بل بالحب أيضاً لتتحوّل الإبرة إلى أداة ثقة، والغرز إلى إنجازات صغيرة تُضيء القلوب، لا تُعلّم فقط، بل تُرافق، وتُشجّع، وتُحيي في المشاركات شغفاً دفيناً بالخيوط والألوان تنبض بإيقاع الصبر.
ليست مجرد مدرّبة، بل حاضنة للإبداع، تُقدّم للمشاركات دعماً تقنياً وإنسانياً، وتُساعدهن على إتقان فن الكروشيه بأسلوب سلس، دافئ، ومُلهِم.
كل غرزة تُنسج تحت إشرافها تحمل أثراً من روحها، وكل قطعة تُنجز تُعبّر عن رحلة تعلّم لا تخلو من الفرح والمثابرة.
الورشة… أكثر من تدريب
الورشة، لا تُنسج فقط القطع الفنية، بل تُنسج علاقات، وتُزرع ثقة، ويُعاد اكتشاف الذات.. الكروشيه هنا ليس حرفة فقط، بل لغة صامتة تعبّر عن الصبر، والدقة، والخيال، ولكل قطعة روح تضيء القلوب، وتُعيد للمرأة صوتها عبر الغرز والألوان.
وأكّدت الحرفية أنّ الورشة تُعيد الاعتبار للفن اليدوي، وتُسلّط الضوء على أهمية الحرف التقليدية في بناء الهوية الثقافية، كما تُشكّل مساحة آمنة للنساء للتعبير، والتعلّم، والتواصل، بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية.
وختمت حديثها بالقول: إن ورشة “فن الكروشيه” لا تُصنع فيها القطع فحسب، بل تُصاغ الحكايات، وتُستعاد الثقة، وتُبنى جسور من الأمل بين المشاركات، وتتحوّل الإبرة إلى أداة حياة، والغرز إلى لغة تتحدث عن الصبر، والخيال، والانتماء.
إنها أكثر من ورشة إنها مساحة تُعيد للمرأة صوتها، وتمنح للفن اليدوي مكانته في الذاكرة الثقافية، وتُثبت أن الإبداع حين يُزرع في بيئة آمنة، يُثمر جمالاً يتجاوز الشكل، ليصل إلى القلب.