معالم حلب الأثرية.. شاهدة على حضارة لا تموت

الثورة – جهاد اصطيف:

قلعة حلب واحدة من أقدم القلاع في العالم، إذ تعود جذورها إلى عصور ما قبل الميلاد، وشهدت تطورات كبيرة خلال العصور الإسلامية، وخاصة في العصرين الأيوبي والمملوكي، تقع القلعة في قلب المدينة القديمة، وهو موقع استراتيجي جعلها مركزاً عسكرياً وإدارياً وثقافياً على مر العصور.

العديد من الخبراء أشاروا إلى أن كل حجر في القلعة يحمل بين طياته قصة من تاريخ المدينة، وأن عمليات الترميم تشبه إعادة كتابة التاريخ، إذ يتم توثيق كل التفاصيل بعناية فائقة للحفاظ على الطابع التاريخي والمعماري للموقع، فالقلعة ليست مجرد مبنى عتيق، بل هي ذاكرة المدينة الحية، ومرآة لتاريخها الطويل ومعاركها وانتصاراتها، ومكان يستحضر فيه الزائرون روح الحاضر والماضي في آن واحد.
وزير الثقافة محمد ياسين الصالح قام بزيارة ميدانية شاملة إلى قلعة حلب والجامع الكبير، اطّلع خلالها على أعمال الترميم والصيانة الجارية، وتفقد خطط إعادة إحياء هذه المعالم التي تمثل حجر الزاوية في تاريخ المدينة وحضارتها العريقة.
وأكد أن الوزارة تولي أهمية كبيرة للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي في حلب، مشدداً على ضرورة الالتزام بالمعايير العلمية والفنية أثناء عمليات الترميم، لضمان استعادة المعالم إلى رونقها الأصلي دون المساس بأصالتها التاريخية.
وأوضح وزير الثقافة أن زيارة هذه المواقع التاريخية ليست مجرد جولة تفقدية، بل تمثل خطوة أساسية ضمن خطة شاملة لإعادة حلب إلى مكانتها كمدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة والفن، وتجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

معلم إسلامي وفني فريد

بعد جولته في القلعة، زار وزير الثقافة الجامع الكبير في حلب، الذي يعد من أبرز المعالم الإسلامية في المدينة، تأسس الجامع في القرن الثامن الميلادي في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وشهد على مرّ العصور توسعات وترميمات متعددة جعلته أحد أبرز المساجد الجامعة في العالم الإسلامي.
تضمنت الجولة تفقد أعمال الترميم في المئذنة التاريخية والأروقة الداخلية، إذ تولي فريق الترميم اهتماماً خاصاً بالزخارف الهندسية والكتابات الخطية التي تزين جدران المسجد، وأكد الوزير أن الحفاظ على هذا المعلم لا يقتصر على القيمة الروحية أو الفنية، بل يمتد ليشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، إذ يمثل ركيزة لتعزيز السياحة الثقافية وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويشكل الجامع الكبير، بما يحمله من رمزية دينية وفنية جسراً بين الماضي والحاضر، ويتيح فرصة للتعرف على تاريخ المدينة العريق وروح العمارة الإسلامية التي تميزت بها حلب عبر القرون.

تعزيز التعليم الثقافي

بعد جولته في المعالم التاريخية، زار وزير الثقافة مدرسة سيف الدولة، اطّلع على الأجواء التعليمية واهتمام المدرسة بتطوير مهارات الطلاب في مختلف المجالات، وتخللت الزيارة حضور معرض للحرف اليدوية والفنون التقليدية، عُرضت فيه مواهب الطلاب في الرسم والنحت والخط العربي والفنون اليدوية الأخرى التي تعكس التراث الثقافي الغني للمنطقة.
وأشاد الوزير بالجهود المبذولة من قبل إدارة المدرسة والطلاب في الحفاظ على التراث وتنمية المهارات الحرفية، مؤكداً دعم الوزارة المستمر لتعزيز التعليم والفنون في المؤسسات التعليمية.

النشاطات الثقافية والفنية

قبل زيارة المعالم الميدانية، اطّلع الوزير على سير العمل في مديرية الثقافة والأنشطة المختلفة التي تقام في المديرية، وناقش مع الكوادر الفنية والإدارية سبل تطوير العمل الثقافي وتعزيز دوره في المحافظة.
كما افتتح الوزير في صالة فتحي محمد للفنون التشكيلية معرضاً للفن التشكيلي، إذ عرضت اللوحات أعمال فنانين محليين تعكس التراث والتاريخ الفني للمدينة، ثم اختتم جولته بحضور عرض مسرحي، تأكيداً على أهمية الفنون المسرحية كوسيلة للتعبير الثقافي والاجتماعي.

رؤية واضحة

تعكس الجولة التي قام بها وزير الثقافة في حلب رؤية واضحة للحفاظ على التراث، وتعزيز التعليم والفنون، وإحياء المدينة ثقافياً وسياحياً، وتظل حلب، بمعالمها الأثرية وفنونها التعليمية والثقافية، مثالاً حياً على قدرة التراث على تشكيل الحاضر والمستقبل، وجسراً بين الماضي العريق والأجيال القادمة.

آخر الأخبار
الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية ترميم مستشفى درعا الوطني متواصل.. وإحداث قسم للقسطرة القلبية تبادل الفرص الاستثمارية بين سوريا والإمارات الشرع في واشنطن.. وغداً يلتقي ترامب في البيت الأبيض بين غلاء الكهرباء و الظلام..ماذا ينتظر السوريون في الأيام القادمة؟ توقيع سوريا لاتفاقيات الامتياز خطوة أساسية في إعادة بناء البنية التحتية للطاقة تدمير 1.5 مليون شجرة زيتون في إدلب.. جريمة صامتة تهدد الأمن البيئي والغذائي التعنيف النفسي في المدارس بحلب... ظاهرة بحاجة للعلاج ماذا بعد مرحلة تبادل الرهائن في خطة ترامب للسلام في غزة؟ القطط السوداء تقف بوجه المدفعجية الريال يهزم برشلونة في كلاسيكو السلة الأوروبي الأثر الوقائي للحجامة على الصحة العامة الزراعة على ضفاف البحر تحبو بفعل الحاجة واستمرار العيش لا بالجدوى!! حلب تبحث مع المنظمات الدولية والمحلية مسارات التنمية المستدامة ريباكينا تهزم سابالينكا وتتوّج في الرياض الأسطورة الصربي دجوكوفيتش يتألق في أثينا