الثورة – سيرين المصطفى:
تكثف مديرية أوقاف محافظة إدلب خطواتها في مجال التعاون مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية لخدمة بيوت الله وتحسين واقعها الخدمي، في إطار خطة متكاملة تسعى إلى ترميم المساجد وتأهيلها والحفاظ على دورها الديني والمجتمعي.
واستقبل مدير الأوقاف في إدلب، عبد الحميد الخلف، وفداً من جمعيتي “يدي جيهان التركية” و”اقرأ وارتق” في لقاء تنسيقي يأتي ضمن سلسلة اجتماعات منظمة لعقد شراكات جديدة تسهم في دعم المساجد.
وبحسب ما أوردته وزارة الأوقاف عبر قنواتها الرسمية، عرض الخلف خلال اللقاء واقع المساجد واحتياجاتها في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود لترميمها وتأهيلها، فيما أبدى وفد الجمعيتين استعداده للبدء بخطوات عملية لتوقيع اتفاقية شراكة لتحقيق هذا الهدف.
وفي خطوة متصلة، وبعد دراسة دقيقة وبالتعاون مع الجهات المعنية بالمعالم الأثرية، وقّعت مديرية الأوقاف مذكرة تفاهم مع جمعية “عطاء” للإغاثة الإنسانية للبدء بأعمال ترميم المسجد الأموي في مدينة معرة النعمان، أحد أعرق وأقدم المساجد الإسلامية في الشمال السوري، وذلك في سياق الحفاظ على الإرث الديني والثقافي وإحياء دور المساجد كمراكز إشعاع حضاري.
بالتوازي مع هذه الجهود، فعّلت وزارة الأوقاف خطتها الاستثمارية الرامية إلى استثمار موارد الوقف في مجالات التعليم والتنمية، وفي هذا الإطار عُقد اجتماع موسع في محافظة إدلب جمع نائب وزير الأوقاف لشؤون الوقف سامر بيرقدار، ومدير أوقاف إدلب عبد الحميد الخلف، ومدير منطقة معرة النعمان كفاح جعفر، بحضور عدد من أعضاء مجلس أمناء الجامعة السورية للعلوم والتكنولوجيا، وهم عبد الحكيم القدور، أيمن العكش، ومسؤول العلاقات العامة في الجامعة الدكتور وائل الأصفر.
ناقش المجتمعون عدداً من المشاريع الوقفية المطروحة في المحافظة، واستعرضوا سبل تفعيلها واستثمارها بما يخدم التنمية المستدامة ويعزز واقع القطاعين التعليمي والخدمي في المنطقة.
كما بحث اللقاء آليات التعاون المشترك في تنفيذ مشروع الجامعة السورية في مدينة معرة النعمان، ضمن شراكة استراتيجية تهدف إلى تحويل الاستثمار الوقفي إلى مظلة علمية وتنموية تحتضن الكفاءات في المنطقة.
وتعكس هذه التحركات المتواصلة توجه وزارة الأوقاف نحو تفعيل دور الوقف ليكون أداة لبناء مؤسسات تنموية وتعليمية تواكب متطلبات المرحلة الحالية، وتسهم في تعزيز الاستقرار والنهضة المجتمعية في محافظة إدلب ومحيطها.
بهذا النهج، تتحول مشاريع الوقف من كونها نشاطاً تقليدياً إلى محرك للتنمية المحلية وبناء مجتمع متماسك قائم على قيم التكافل والمسؤولية المشتركة.