الثورة – حسين صقر:
اضطراب مزمن يسبب ألماً كبيراً وواسع الانتشار في جميع أنحاء الجسم، فضلاً عن التعب المستمر، واضطرابات النوم، ومشكلات في التركيز والذاكرة، هو ما يسمى بمرض “”الفيبروميالجيا””، والمعروف أيضاً بمتلازمة الألم العضلي الليفي المتفشي.
يحدث نتيجة لتغيير في كيفية معالجة الدماغ لإشارات الألم، ويؤثر بشكل أكبر على النساء، كما أن لا يوجد علاج نهائي له، لكن يمكن التحكم في أعراضه.

صحيفة الثورة تواصلت مع الاختصاصي في الجراحة العصبية الدكتور خليل عبد الله، والذي أكد أن ثمة أعراضاً رئيسة للفيبروميالجيا كالشعور بألم في مناطق متعددة بالجسم، وغالباً ما يكون مصحوباً بالتيبس، بالإضافة إلى شعور بالإرهاق الشديد حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، ويسبق ذلك صعوبة في النوم، عدا عن مشكلات في التركيز والذاكرة والانتباه.
حساسية من الضوء والمنبهات
وأضاف د. عبد الله أن مريض “”الفيبروميالجيا”” لديه حساسية من المنبهات مثل الضوء والضوضاء والحرارة والبرودة، مع أنه لا يوجد سبب واضح ومباشر للمرض، ولكن تشير الأبحاث إلى أن “الفيبروميالجيا” ينطوي على تغيرات في كيفية إدراك الجهاز العصبي المركزي للألم، إذ يقوم الدماغ بمعالجة إشارات الألم بشكل مختلف لدى المرضى ما يؤدي إلى الشعور بالألم والحساسية بشكل مفرط، موضحاً أن العوامل الوراثية قد تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة، كما أن الإجهاد البدني أو النفسي يمكن أن يسبب بظهور المرض، كما أن هناك أمراضاً مصاحبة قد ترتبط فيه كأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة.
العلاج
وأضاف طبيب الجراحة العصبية: إنه من خلال نهج شامل يجمع بين الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات النوبات، ومرخيات العضلات، يمكن العلاج، بالإضافة للعلاج الطبيعي من خلال التمارين الرياضية المنتظمة، والعلاج السلوكي المعرفي، وتقنيات الاسترخاء، بالإضافة إلى تعديلات في نمط الحياة مثل الحمية الغذائية المتوازنة وتقليل التوتر، كذلك قد تساعد المسكنات المتاحة بالعلاج، وكذلك مضادات الاكتئاب، والعقاقير المضادة للنوبات، ومرخيات العضلات لتحسين النوم.
ونوه د. عبد الله إلى أهمية العلاج الحراري، لأنه يساعد في إرخاء العضلات وتسريع تدفق الدم، وتخفيف الألم، وكذلك تدليك الأنسجة العميقة والعلاجات المائية.

وأكد طبيب الجراحة العصبية على أهمية العلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد في تعلم تقنيات التعامل مع الألم والضغوط النفسية، وتعلم تقنيات التأمل والاسترخاء، والتنفس العميق، الذي تساعد في إدارة الإجهاد، مشيراً إلى ضرورة الدعم الاجتماعي للمشاركة في مجموعات دعم مرضى “الفيبروميالجيا”، والذي يمكن أن يوفر التشجيع ويقلل من الإجهاد.
وكذلك هناك أهمية معروفة في كل الأمراض وهي الحمية الغذائية، من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن مصادر الضغط النفسي وتجنب الأنشطة المجهدة، وتجهيز بيئة نوم مناسبة وهادئة ومظلمة، كما الأنشطة المحببة تساعد على تحسين الحالة المزاجية، والضحك أيضاً له تأثير إيجابي على الحالة الصحية، بالإضافة لعلاجات أخرى كالعلاج بزيادة مستويات الأكسجين في الأنسجة وتحفيز آليات الشفاء الذاتي للجسم، والتردد الحراري الذي يستهدف الأعصاب المسؤولة عن نقل إشارات الألم.