الثورة – حسين صقر:
نظراً لأن الجاليات السورية تعد الجسر الإنساني والاجتماعي والفكري بين وطنهم الأم، وبقية دول العالم، ولها دور كبير في بناء العلاقات التي تجمع سوريا مع تلك الدول، اكتسب لقاء السيد الرئيس أحمد الشرع مع أبناء الجالية في الولايات المتحدة أهمية قصوى، لكون الجاليات تلعب دوراً محورياً كسفراء للوطن في الخارج، وتعكس ثقافته وتاريخه وقيمه من خلال سلوكها، وإنجازاتها، ومساهماتها في مجتمعاتها المضيفة.
وللتأكيد على أهمية اللقاء قال المغترب السوري الطبيب مازن أيوب والذي يقيم في ولاية كاليفورنيا مع عائلته منذ 30 عاماً: إن الجالية السورية في أميركا كانت ولاتزال تساهم في تشكيل الرأي العام الأميركي والدولي تجاه وطننا الأم، وذلك من خلال نشر المعلومات الصحيحة، وتعزيز التواصل الإنساني، وما يدعم الدبلوماسية الرسمية، ويساهم في جذب الاستثمارات والخبرات لدعم التنمية، وتعزيز عمليات التبادل الفكري والمجتمعي.
وأضاف د. أيوب في حديثه لـ”الثورة” عبر “الماسنجر”: إن زيارة الرئيس الشرع أثلجت صدورنا، ولاسيما أنها الزيارة الأولى لرئيس سوري منذ عام ١٩٦٧، وهي بحد ذاتها مؤشر مهم على تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفتح صفحة جديدة في تاريخ تلك العلاقات، بعد فترة جمود امتدت نحو نصف قرن من الزمن، نتيجة سياسات النظام السابق، كما أنها وحَّدت السوريين رغم اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم ومواقفهم.
وقال: اختلطت مشاعر الفرح بفتح تلك الصفحة، مع الحزن على السنوات الماضية التي ذهبت من دون تنمية تلك العلاقة، منوهاً بأن لجاليتنا دوراً مهماً في نقل الصورة الحقيقية عن سورية، ونحن كسوريين من مختلف الشرائح نحاول أقصى جهودنا لتقديم أحسن وأجمل صورة، واليوم تأتي زيارة السيد الرئيس كداعم لنا وتثبيت وجودنا، وتكليل جهودنا على مر السنوات بالنجاح، وهو ما يصب بالنتيجة في خدمة وطننا، حتى لو باعدت بيننا المسافات، ولاسيما أنه تم خلال اللقاء التأكيد على توحيد الصفوف ونبذ الخلافات.
ولأن الفرصة اليوم باتت مهيئة لإثبات وجودنا وتقديم أنفسنا للعالم بأننا شعب يحب العيش والحياة، ولن تثنيه أي عراقيل، أو صعوبات عن متابعة الهدف لتحقيق العيش المشترك، وأننا قادرون على النهوض من كبوتنا التي أصابت سوريا في الصميم، ونثبت كيف يساهم السوريون في تعزيز المشاركة المستدامة، وتقوية أنفسهم في جميع المجالات، وبذلك تبقى الجاليات.
ونوَّه د. أيوب بأن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقاطع فيديو وصوراً من زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة، والتي تعد اللبنة الأولى في إعادة بناء العلاقات السورية – الأميركية، وهو ما زادنا ثقة بالقيادة الجديدة، وإيماناً بقضيتنا، وأن البلاد سوف تكون بمصاف الدول المتقدمة خلال السنوات المقبلة، وهو ما يعوضنا ما فات خلال سنوات القحط الماضية.