الثورة – حسن العجيلي :
عقدت لجنة مكافحة التسول في محافظة حلب اجتماعاً موسعاً، برئاسة نائب محافظ حلب محمود شحادة، مع المدير العام للهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية والعقلية، الدكتور موفق عموري، لبحث سبل التعاون المشترك في تقديم خدمات الرعاية النفسية للمتسولين ضمن المدينة، وذلك في إطار الجهود المستمرة للحد من ظاهرة التسول ومعالجة أسبابها الاجتماعية والنفسية.
الاجتماع شهد مناقشة مقترح إنشاء عيادة نفسية داخل مدينة حلب، بإشراف كادر متخصص من مستشفى ابن خلدون لتقديم الدعم النفسي والعلاجي للمتسولين، الذين يتم رصدهم ضمن الحملة، كما تم التأكيد على أهمية متابعة هذه الظاهرة بشكل دقيق ومنهجي، وتوفير رعاية متكاملة للمستفيدين، تشمل الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية.
وأكد المشاركون في الاجتماع أن الهدف من هذه الجهود هو إعادة دمج المتسولين في المجتمع، وتحويلهم من أشخاص في وضعية هشة أو هامشية إلى أفراد منتجين وفاعلين، قادرين على العمل والمشاركة المجتمعية، عبر تمكينهم من تجاوز التحديات النفسية والاجتماعية التي تدفعهم إلى التسول.
واطلعت لجنة مكافحة التسول خلال اللقاء على طبيعة الخدمات التي يقدمها مستشفى ابن خلدون، من معالجة طبية ونفسية ودعم استشاري، وخاصة للحالات المصنفة ضمن فئات اجتماعية هشة، مثل المتسولين والمشردين، كما تم رصد أبرز الاحتياجات الإسعافية للمستشفى ضمن خطة التكامل المؤسسي لدعم الحملة.
وفي سياق متصل، أصدرت محافظة حلب اليوم بياناً صحفياً أوضحت فيه أن حملة مكافحة التسول التي انطلقت منتصف شهر آب الماضي، أسفرت حتى العشرين من الشهر الجاري عن مرافقة 221 متسولاً إلى مراكز الرعاية، وأن الحملة تسير وفق خطة مدروسة تتضمن سلسلة من الخطوات الإجرائية والعلاجية.
وبحسب البيان، تشمل مراحل الحملة استقبال الحالات وإجراء الفحوصات الطبية الأولية بإشراف كادر مختص، تدقيق البيانات الشخصية، تصنيف الحالات وفق تقرير مفصل، ومشاركة هذه البيانات مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتحديد ما إذا كانت الحالة “بحاجة” أو “ممتهنة للتسول”.
كما يتضمن المسار برنامجاً للرعاية النفسية، يمتد على مدى ثلاثة أيام بإشراف مرشدين نفسيين مؤهلين، إلى جانب توفير خدمات اجتماعية مثل استخراج الوثائق الرسمية ولمّ الشمل ومتابعة الحالات بعد خروجها من المركز.
وتأتي هذه الخطوات في سياق حملة شاملة أطلقتها محافظة حلب، بدأت في منتصف آب الماضي، وتواصلت بحملة ثانية في الثامن من أيلول الجاري، تستهدف مكافحة التسول والمظاهر المرتبطة به، من خلال معالجة متخصصة لفئتي المتسولين والمشردين، بشكل منفصل، لضمان التدخل الأمثل لكل حالة وفقاً لخصوصيتها.
وتؤكد محافظة حلب عبر هذه الحملة أن مكافحة التسول، ليست فقط إجراءً أمنياً أو تنظيمياً، بل مسؤولية إنسانية ومجتمعية، تتطلب تعاوناً مؤسساتياً بين مختلف الجهات الصحية والاجتماعية والخدمية، بهدف تقديم الدعم الحقيقي وإعادة الأمل لمن فقده.