الثورة – فؤاد مسعد:
“أشتغل على البورتريه لأن الإنسان في نظري هو الأهم، والمحور الذي يشدني ويخلق في داخلنا حالات مختلفة”، بهذه الكلمات تحدثت الفنانة التشكيلية الدكتورة كندة معروف لصحيفة الثورة عن معرضها الجديد “وجوه قيد التكوين”، الذي يُقام في غاليري خزامى أبو جوده في عمان- “الأردن”، بالتعاون مع غاليري جورج كامل في دمشق وتنظمه رندة صدفة من بيروت، ويستمر حتى الثاني عشر من الشهر تشرين ثاني القادم.
وتشير إلى أن المعرض يضم 39 عملاً، ويُعتبر استكمالاً لمعرضها الفردي الأخير “وجوه بلا ملامح”، وتقول: “وجوه قيد التكوين” أقصد به الوجوه التي تعود وتبني نفسها، فقد مررنا في سوريا بحرب وظروف قاسية، واليوم لدينا أمل أن تلتئم الجراح ونبني أنفسنا من جديد”.
وتضيف: “تتبع الأعمال للمدرسة التعبيرية التي أشتغل عليها، وهي لا تصور شكل شخص وإنما تصور حالته النفسية، لذلك أتت اللوحات في الغالب بورتريهات وأحياناً مجموعة من الأشخاص الواقفين إلى جانب بعضهم البعض، ولكن البورتريه كان الأبرز، ولم أهتم برسم الأجساد لأن الوجه هو الذي يعطي الحالة النفسية للإنسان”.
تذكر أسماء بعض الأعمال “امرأة من حجر، وجه من خيوط، امرأة من نار، تحت التراب”، مؤكدة أن المسميات أتت من اختلاف الناس بطبيعتها وقوتها وضعفها وآلية تعاطيها مع الأشياء، تقول: “تنوّع الحالات ساعد على تنوّع الألوان، لم أكن أرسم ومن ثم ألون، وإنما ألون ومن ثم أرسم الخط، لأن للخط مدلولات قوية، الأمر الذي ساعدني لأُخرِج أغوار الداخل للخارج، وقد تنوعت أحجام وألوان أعمالي كما تنوع الجمهور، ووجدت أن الجمهور الأردني يحب الفن ويقدره، وأنا سعيدة بهذه التجربة، وشعرت أنني أقدم شيئاً لبلدي”.
وتلفت إلى أن خصوصية المعرض تكمن بخصوصية المرحلة حالياً، فالأعمال تعود لعامي 2024 و 2025، وتكمل قائلة: “الأعمال التي كانت جاهزة هي التي فيها أمل أكبر، وهناك عمل بعنوان “خلف القضبان” يحكي عن السجون، كما أنه يحكي عن غير السجون لأننا محكومون ومؤطرون ضمن مجتمعاتنا، فرسمت أشخاصاً ربما هم في سجون فعلاً أو في سجون مجتمعية، كما ضمّت بعض اللوحات أرقاماً، لأن هناك من ضاعت هويتهم أو تحولوا إلى أرقام في السجن، فتجد لوحات البورتريه فيها غير واضح فيما الرقم واضح، والعكس في لوحات أخرى، وهو نوع من صراع الوجود والحرية.