الثورة – راما نسريني :
عادت معضلة السرافيس لتتصدر المشهد من جديد في مدينة حلب، وذلك بعد اتباع سائقي خطوط داخلية عدة أسلوب “تقسيم الخط على دفعتين”، وبات يتوجب على المواطن الذي كان يستقل سرفيساً واحداً لقضاء عمله، أن يستقل سرفيسين، بعد أن تم اختصار الخطوط للنصف وتقاسمها فيما بينهم أصحاب السرافيس.
معاناة جديدة
“أعاني يومياً للوصول إلى عملي في منطقة الفيض، إذ يرفض أغلب سائقي السرافيس إكمال خط سيرهم، ما يجبرني على ركوب سرفيس آخر من ساحة الجامعة ودفع أجرة مضاعفة بشكل شبه يومي، وهذا يشكل لدي أزمة مالية كبيرة”، يقول أحمد مصطفى أحد سكان حي صلاح الدين في حديثه لـ”الثورة”، مضيفاً: إن أعداد باصات النقل الداخلي في الحي قليلة جداً بالمقارنة مع السرافيس، إذ يستغل السائقون الموقف لمصلحتهم من دون أي مراعاة للقوانين.
مطالبة بالتدخل
وطالب مصطفى الجهات المعنية بالتدخل لضبط تصرفات سائقي السرافيس، وخاصة ممن يقومون بتقسيم خطوطهم بشكل متعمد، ضاربين بأي قرارات أو تعاميم تصدر بهذا الصدد عرض الحائط، رغم أن القرارات والتعاميم الصادرة من قبل مديرية النقل الداخلي بهذا الشأن واضحة وصريحة.
“أحتاج لركوب حافلتين من الفردوس، حيث أسكن لأصل إلى جامعة حلب، عزوف أغلب سائقي سرافيس خط الدائري الجنوبي عن إكمال طريقهم، كما هو متعارف عليه، أوجد أزمة كبيرة”، يقول الطالب في جامعة حلب فادي الأحمد، مشيراً إلى أنه بات يحتاج يومياً لمبلغ 8000 ليرة سورية / 150 ألف ليرة شهرياً كأجور مواصلات فقط.
وتابع: كوني طالباً جامعياً، وليس لدي دخل ثابت، يزيد هذا الأمر من أعباء أسرتي المادية، الأمر الذي قد يهدد مستقبلي التعليمي كاملاً، مطالباً بتنظيم دوريات مكثفة للرقابة على سائقي السرافيس، وتعيين مراقبين دائمين على خطوط سير السرافيس بشكل دوري.
توقف الدعم وارتفاع الدولار
على الجانب الآخر، يبرر عدد من السائقين الأمر من باب أن التعرفة الموضوعة مجحفة، ولا تتناسب قياساً مع غلاء سعر المحروقات، المرتبط بشكل أو بآخر بارتفاع سعر صرف الدولار، وأن تكلفة إصلاح الأعطال المتكررة للسرافيس وارتفاع أسعار قطع التبديل، وتوقف دعم المحروقات الذي كان مخصصاً لسرافيس النقل العام بعد التحرير على حدّ قولهم، هو الدافع الرئيسي لسياستهم الجديدة.
“النقل الداخلي”.. ما من مجيب.!
على الرغم من تواصل صحيفة الثورة مع مديرية النقل الداخلي في حلب للوقوف على الموضوع، إلا أن الأخيرة لم تجب على أي سؤال متعلق بهذا الصدد، وبقي الأمر معلّقاً بين المواطنين وأصحاب السرافيس من دون أي توضيح رسمي.
ويبقى موضوع السرافيس بمشكلاته المتعددة شبه المستمرة، معضلة كبرى أمام أهالي مدينة حلب، الذين ناشدوا ويناشدون الجهات المعنية على الدوام لضبط موضوع النقل داخل المدينة، ووضع قوانين واضحة للحد من التجاوزات الحاصلة.