الثورة – ناديا سعود:
أكد المنسق الطبي في منظمة أطباء بلا حدود بسوريا، ريجيدور أسغيرا، أن المنظمة تواصل تقديم خدمات صحية متكاملة في مختلف المحافظات السورية، عبر شبكة من المستشفيات والعيادات الثابتة والمتنقلة، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً من النساء والأطفال والمرضى المزمنين وذوي الإصابات الحرجة.
وأوضح أسغيرا في تصريح خاص لـ”الثورة” أن المنظمة تدير أو تدعم 6 مستشفيات، و16 مركزاً صحياً موزعة على 12 محافظة تشمل دمشق وريفها، درعا، حمص، حماة، طرطوس، اللاذقية، حلب، الرقة، دير الزور، الحسكة وإدلب، كما أطلقت 7 عيادات متنقلة في أرياف إدلب، وحلب، واللاذقية، ودمشق، ودرعا لضمان وصول الرعاية للمجتمعات المعزولة أو الأشد احتياجاً.
رعاية الأمومة والطفل
تولي المنظمة اهتماماً خاصاً برعاية الأم والطفل، إذ تتابع حالات الحمل عبر فحوصات ما قبل الولادة، وتقدم الدعم أثناء الولادة وبعدها، مع التدخل في حالات المضاعفات مثل النزيف أو الولادات المتعسرة، كما تتيح خدمات تنظيم الأسرة ومتابعة النساء اللواتي يعانين من سوء التغذية أو ظروف الحرب الصعبة، إضافة إلى تقديم إرشادات لضمان نمو صحي للأطفال حديثي الولادة.
وإلى جانب الرعاية الطارئة، تواصل المنظمة دعم مرضى السكري وضغط الدم والأمراض القلبية من خلال المتابعة الطبية الدورية، بهدف منع المضاعفات وتعزيز وعي المرضى بكيفية إدارة حالتهم بأنفسهم.
كما تشمل الجهود أيضاً جلسات تثقيف صحي مباشر وتوزيع نشرات مبسطة لتمكين المجتمعات من اتخاذ قرارات صحية أفضل.
مستشفى متكامل للحروق
وبين المنسق الطبي في منظمة أطباء بلا حدود أنه منذ عام 2012، تدير المنظمة وحدة متخصصة في علاج الحروق في بلدة أطمة شمال إدلب، وفي عام 2024، تم توسيع الوحدة وتحويلها إلى مستشفى متكامل لعلاج الحروق مزود بغرف عمليات وتجهيزات متطورة، مع زيادة القدرة الاستيعابية للأقسام العلاجية والإيوائية، ويتيح المستشفى خدمات جراحية وتأهيلية جسدية ونفسية، ما جعله الوجهة الوحيدة لمرضى الحروق من مختلف أنحاء سوريا.
كما تعمل المنظمة حالياً على إنشاء شبكة أقسام للحروق داخل خمسة مستشفيات سورية بالتعاون مع وزارة الصحة، عبر توفير المعدات وتدريب الكوادر الطبية المحلية، موضحاً: لا تقتصر استجابة المنظمة على الجوانب الجسدية، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية عبر فرق متخصصة تقدم الدعم للنازحين وضحايا العنف ومرضى الحروق.
وتشمل الخدمات جلسات علاج نفسي فردية وجماعية، وحملات توعية في المجتمعات المحلية لتعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية وكيفية التعامل مع الضغوط اليومية.
وختم المنسق الطبي حديثه، بتأكيد التزام المنظمة بمبادئها الإنسانية والحياد والاستقلالية، قائلاً إن الأولوية ستظل دائماً لتلبية احتياجات المرضى بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي، مشدداً على أن الهدف هو ضمان استمرار وصول الرعاية الطبية النوعية إلى السوريين في أحلك الظروف.