الثورة – هراير جوانيان:
لم يكن حاضراً في المشهد، حتى أصبح كالساحر الذي يخرج الأرنب من قبعته من دون إنذار، ظهر كيليان مبابي في ملعب سيوتات دي فالنسيا ليقلب اللقاء في لحظات، ركلة جزاء تحصّل عليها بنفسه ونفذها على طريقة بانينكا، ثم هدف آخر بعد دقيقتين فقط (64 و66) ليُنهي أحلام ليفانتي ويتركهم على أرض الواقع، لم يحتج الفرنسي إلى الكثير ليُثبت أنه البركان الذي لا يهدأ أبداً.
مبابي الذي كان أقل لاعبي ريال مدريد لمساً للكرة بين الأساسيين بعد الحارس كورتوا، احتاج فقط إلى ومضة ليحوّل مجريات المباراة، رفع رصيده في الدوري الإسباني إلى سبعة أهداف، مؤكداً أنّ قلة الظهور لا تعني قلة الفاعلية، وكأنّ قدره أن يكون ورقة الحسم الدائمة في فريق لم يعرف سوى الانتصارات هذا الموسم، ستة في الليغا، وفوز في دوري الأبطال أمام مرسيليا.
الأرقام هذا الموسم مذهلة، سبعة أهداف في ست مباريات بالدوري، وتسعة في المجمل، مع احتساب ثنائيته في شباك مرسيليا، أي إنه يسجل بمعدل هدف كل (68) دقيقة، أي (1,28) هدف في المباراة الواحدة، وهي أرقام تضعه في مصاف الاستثنائيين، الفريق الوحيد الذي أفلت من عقابه كان ريال مايوركا، فيما بقية الخصوم تذوقوا لدغاته التهديفية.
إحصائياً، مبابي ليس مجرّد هدّاف، بل نصف ريال مدريد الهجومي، فقد ساهم في (62,5%) من أهداف الفريق هذا الموسم، تسعة أهداف، وتمريرة حاسمة من أصل (16) مقارنة بالموسم الماضي، حين شارك في (36,7%) فقط من أهداف فريقه. فإنّ القفزة واضحة، والأهم أنه يسير على طريق تجاوز أفضل نسخة له مع باريس سان جيرمان، حين ساهم في (55%) من أهداف فريقه (39 هدفاً و21 تمريرة حاسمة في موسم (2021-2022).
ومنذ ارتداء القميص الأبيض، أحرز مبابي (53) هدفاً في (66) مباراة، لكن مستواه الحالي يَعِد بما هو أبعد من ذلك، إذ تشير معدلاته الحالية إلى إمكانية وصوله إلى (81) هدفاً في الموسم، إذا حافظ على النسق نفسه، رقم يبدو ضرباً من الخيال، لكنه مع مبابي لم يعد مستحيلاً.