الثورة – زهور رمضان:
من المعلوم لدينا جميعاً أن الحصص الترفيهية في المدرسة كالرياضة، والرسم، والموسيقا، ضرورة أساسية لكل طالب، حتى لو كان من الطلاب الأكثر تفوقاً، والذي لا يشغل باله إلا دراسته وواجباته المدرسية، ولكن لا بد من حصة فراغ خلال الأسبوع،
يشعر فيها الطالب أن لديه فسحة من الراحة والطمأنينة بعيداً عن ضغوط المنهاج والأهل، الذين يكرسون كل وقتهم وإمكاناتهم المادية في سبيل تفوق أبنائهم وتقدمهم في التحصيل العلمي إلى أعلى المراتب، ولكن هذا لا يمنع- حسب قولهم- حاجة أبنائهم لفرصة يتمتعون بها في ممارسة هواياتهم المفضلة في المدرسة، وخاصة حصة الرياضة التي تم تخفيفها إلى حصة واحدة، بالتبادل مع حصص الموسيقا والرسم في المرحلة الإعدادية، هذا ناهيك عن إلغائها نهائياً لطلاب الشهادة الثانوية.
تذمر من الدراسة
السيدة أم قاسم أكدت في حديثها لـ”الثورة”، أنها تنظم لأولادها برنامجاً دراسياً منذ بداية العام الدراسي، ولا تسمح لهم بممارسة هواياتهم إلا مرة واحدة أسبوعياً، لأنها كانت مطمئنة أنهم يلعبون كرة القدم والسلة، ويمارسون الأنشطة الرياضية في المدرسة، لذلك هم ليسوا بحاجة لوقت إضافي للتسلية أكثر من هذا.
وأضافت: إن الوضع تغير هذا العام، لأن أبناءها ضجروا تماماً عندما علموا بتخفيض حصص الرياضة، وباتوا يتذمرون من الدراسة، ويطالبونها بتخصيص فسحة للعب، لأنهم متعبون ويحتاجون للراحة والرياضة، وخاصة كرة القدم، التي يعتبرونها أهم من دروسهم الأساسية.
فيما ذكر أبو يحيى، أن أبنائه الذكور لا تستهويهم أبداً هوايات الرسم والموسيقا، لذلك لم يتأثروا بتخفيضها، لافتاً إلى أنهم حزنوا عندما سمعوا بتخفيض حصص الرياضة من المنهاج، فهم ينتظرونها- حسب تعبيره- ويتمعنون في البرنامج جيداً، ليعلموا موعدها حتى يرتدوا ملابس رياضية خاصة ويلعبوا كرة القدم مع زملائهم.فيما أشارت السيدة أم حازم، التي أنهى أبناؤها دراستهم الجامعية، ولم يبق عندها في المدرسة إلا ابنتها الصغيرة في المرحلة الإعدادية، إلى أن ابنتها تعشق الرسم والتلوين، وتنتظر هذه الحصة في المدرسة، حتى تمارس هوايتها وتتعلم أكثر مع مدرستها وأقرانها الذين يحبون هذا النشاط أيضاً، وتمنت أن تعود حصص الرسم إلى وضعها السابق في المنهاج، حصة واحدة في الأسبوع، حتى يتمكن الطلاب من ممارسة هوايتهم المفضلة، ويأخذوا استراحة من ضغط المنهاج والمعلومات.
ضغط المنهاج
لم يختلف الطلاب في رأيهم عن رأي أهاليهم كثيراً، فقد تحدثوا إلينا بحزن واضح عن معاناتهم من ضغط المنهاج الذي كانوا يتناسوه مع الحصص الترفيهية خلال الأسبوع، وبين الطالب أمين محمد أنه لا يستطيع تحمل ست حصص يومياً في المدرسة، فمن الصعب عليه فهم كل الكلام الذي يشرحه المعلم خلال الدرس، فقد كان ينتظر حصة الرياضة أسبوعياً لأنها الحصة الوحيدة التي يستمتع بها ويشعر بها بالراحة بعيداً عن الدروس في المدرسة والمنزل أيضاً، فوقته في المنزل مخصص فقط للدراسة والتعلم وكتابة الواجبات المدرسية.كما قالت الطالبة لين مخلوف: إنها تعشق الموسيقا، وتتقن العزف على آلة الكمان، وهي تستمتع كثيراً بالعزف عليه، وخاصة أمام معلمتها وزملائها في المدرسة، مضيفة: إن الطالب يحتاج إلى حصة موسيقا في الأسبوع، ليرتاح ويمارس هوايته المفضلة.
أما الطالبة همسة محمد فعبرت بكلمات رقيقة عن محبتها للرسم والتلوين، مبينة أنها لا تستطيع ممارسة هذه الهواية في المنزل ، لأن لديها واجبات كثيرة لا تكاد تنتهي من تأديتها حتى ساعة متأخرة يومياً، مشيرة إلى أنها كانت تكتفي بممارستها في المدرسة، إذ كانت تعطى مرة واحدة أسبوعياً وهي برأيها كافية للطالب للرسم والتزيين والتلوين.
وتابعت حديثها: إن الطالب لم يعد لديه وقت في المدرسة للتسلية وممارسة الهوايات، إذ صار لديه يومياً ست حصص مواد علمية وحصة واحدة كل أسبوعين للرسم، وهذا بات متعباً لذهن الطالب، وخاصة الطالب الملول الذي يضجر من الدراسة المكثفة.
عدم إلغائها
واتفق المعلمون مع رأي التلاميذ، أن هناك صعوبة في تقبل الطالب لتخفيض حصص الرسم والموسيقا والرياضة، وذكرت المدرّسة منال طلال أن الموسيقا والرسم لا توجدان أصلاً في منهاج الشهادة الثانوية، فيما من المفروض ألا تلغى حصة الرياضة لأن الطالب بحاجة لمتنفس يرتاح فيه من ضغط الدروس، حيث يشعر الطالب بالنشاط عند ممارسته للأنشطة الرياضية، ليعود متحمساً إلى دراسته من جديد.
فيما أشارت المدرسة يارا حسن إلى أن من حق المعلمين ممارسة حصة الاختصاص مبينة أن كل دول العالم تهتم بالحصص الترفيهية وهي في تطور دائم فهل يعقل أن تخفض بدل من أن تزداد؟ معللة كلامها بأن الطالب يمل من رؤية معلمه كل اليوم، لذلك من الأفضل أن يكون لديه حصة ترفيهية واحدة على الأقل ليبتعد فيها عن الروتين وضغط المنهاج..
نصاب المعلمين
وكذلك يتساءل معلمو الحصص الترفيهية عن مصيرهم بعد تخفيضها، وكيف سيكملون النصاب المخصص لهم شهرياً؟ فهل سيضطرون للتعليم في أكثر من مدرسة؟ فهذا متعب ومكلف جداً للمعلم، وخاصة في الأرياف البعيدة التي تكلف المدرس نصف مرتبه للوصول إلى مدرسته، ويتمنون من الجهات المختصة إنصافهم والاهتمام بأمرهم، حتى يتمكنوا من متابعة عملهم الذي يعتبر المردود المادي الوحيد لهم جميعاً.