متابعة – مالك صقر:
بعد سنوات عجاف وابتعادها عن المشاركات العربية والآسيوية، والتي تركت آثاراً سلبية على واقع كرة اليد السورية، استطاعت يدنا خلال فترة قصيرة أن تلملم جراحها رغم كل الصعوبات على المستوى المحلي، حيث تم إقامة العديد من الدورات للمدربين وإقامة العديد من الأنشطة، وخاصة فيما يخص الفئات العمرية تحت 17عاماً، وإقامة التجمّع وتشكيل المنتخب الوطني ومن ثم المشاركة في بطولة آسيا.
وقدم منتخبنا في هذه البطولة مستوى متميزاً، ولولا تغيير القرعة لكان بين الفرق المتقدمة، وكذلك الأمر بالنسبة لمشاركة ثلاثة أندية سورية هي النواعير و الطليعة و الشباب في خطوة تعتبر إيجابية بالمطلق رغم بعض الشوائب التي رافقتها في بطولة الأندية العربية، ومن ثم إقامة بطولة النصر والتحرير للسيدات في حلب.
عن مشاركة منتخبنا الوطني ومشاركة الأندية السورية تحدث رئيس الاتحاد رافع بجبوج” للثورة” عن أهمية هذه المشاركة قائلاً:هذه مشاركة هدفها أن نستطيع التعرف على موقعنا على المستوى العربي بعد أن تعرضت كرة اليد الى إهمال كبير قبل الثورة، وخلال الثورة من قبل الاتحاد الرياضي السابق والاتحادات المتعاقبة، مما اضطرت بعض الأندية للخروج في ثلاث أو أربع محافظات عن اللعبة، إضافة إلى هجرة بعض اللاعبين والعديد من الكوادر إلى الخارج ما أثر على اللعبة بشكل عام. لهذه الأسباب لم نكن متفائلين بنتائج منتخبنا لكن كانت مشاركتنا مقبولة، ومن خلال هذه المشاركة أصبح لدينا شيء يمكن البناء عليه مستقبلاً وخاصة لهذه الفئات العمرية بأسرع وقت.
أما بالنسبة لمشاركة أنديتنا في البطولات العربية، فأتت بعد غياب طويل وظهرت بصورة جيدة أكثر من المتوقع أمام الفرق المستمرة بدورات وبطولات خارجية. وأضاف بجبوج: لدينا حالياً أكثر من ٤٠ لاعباً شاركوا بالبطولة، وهذا ما يجعلنا أمام تصوّر وقدرة على تشكيل منتخب وطني للرجال يضم جميع الفئات، وهذا الأمر يحتاج إلى أكثر من 4 سنوات للظهور والمنافسة على الساحة العربية إذا عملنا بشكل صحيح وتوفرت الإمكانيات وعلينا أن لا نستبق النتائج.
هذه المشاركة يجب أن تُبنى عليها خطوات قادمة، من خلال توفير معسكرات أطول، وخوض مباريات تحضيرية قوية، واستثمار هذه المجموعة الموهوبة من اللاعبين لبناء منتخب قوي في المستقبل القريب.المستوى الجيّد الذي قدمه منتخبنا الوطني للناشئين هو رسالة واضحة أن سوريا قادرة على المنافسة، متى توفرت الظروف المناسبة من أجل الحفاظ على هذا الجيل وتطويره نحو الأفضل.