هل ضعف الثقة المجتمعية بقدرة المرأة وراء تدني نسبة تمثيلها بالانتخابات؟

الثورة – رنا بدري سلوم:

القضية الجوهرية اليوم تكمن في الفجوة بين التشريعات والممارسة الفعليّة في تمثيل المرأة سياسياً، ليس رأي شخصي وحسب، بقدر ما كشفته نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في فجوة واضحة بين النصوص والواقع.

عضو المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين السوريين الأديب زياد شملان تابع عن كثب الانتخابات في دير الزور وهو ابن المحافظة، وأوضح لـ”الثورة” أنه رغم تحديد اللجنة العليا للانتخابات، كانت نسبة تمثيلٍ نسائي لا تقل عن 20 بالمئة، أي تراجعت مشاركة النساء بشكلٍ ملحوظ، وغابت تماماً عن الفوز في محافظتي دمشق ودير الزور.

قيود اجتماعية

المشكلة- وبرأي شملان، لا تكمن في غياب التشريعات، بل في استمرار الاستقطاب الذكوري من جهة، وفي ضعف الثقة المجتمعية بقدرة المرأة على أداء دورٍ فاعلٍ في الحياة السياسية من جهةٍ أخرى، كما تظلّ القيود الاجتماعية والثقافية حاجزاً يحول من دون حضور المرأة في الشأن العام، إذ تتردد كثير من الأسر في دعم ترشح النساء خشية الانتقاد أو الإساءة، يضاف إلى ذلك أن برامج تمكين المرأة في المجال السياسي لاتزال محدودة وضعيفة التأثير.

وبين أن غياب المرأة عن مواقع القرار لا يعود إلى ضعف كفاءتها، بل إلى ضعف الثقة المجتمعية بدورها السياسي، ما يستدعي جهوداً طويلة الأمد لتغيير الصورة النمطية السائدة.

ولذلك، فإن تمكين المرأة في الحياة العامة لا يتحقق عبر الأرقام أو القرارات الإدارية فحسب، بل من خلال وعيٍ مجتمعي جديدٍ يقوم على المساواة والتكامل بين الجنسين في بناء الوطن وصناعة القرار.

مساحة ضيقة

مدير جمعية بصمة أمل النسائية في إدلب “معرة مصرين” جواهر ياسين بينت في حديثها لـ”الثورة” أن حضور النساء في البرلمان السوري لايزال من دون مستوى الطموح، ليس بسبب غياب الكفاءة أو الوعي السياسي، بل نتيجة تراكمات اجتماعية وثقافية مازالت تحدّ من مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار.

وأضافت ياسين: رغم أن النساء يشكلن نحو 50 بالمئة من المجتمع السوري، إلا أن تمثيلهن في البرلمان لا يتجاوز 13 بالمئة تقريباً، وهو ما يعكس فجوة واضحة بين الدور الواقعي للمرأة في المجتمع، وموقعها في مؤسسات صنع القرار.

وشددت على أن المرحلة الراهنة تتطلب رؤية جديدة تعيد تعريف الدور السياسي للمرأة، لا باعتباره حصة أو تمثيلاً رمزياً، بل كشريك فاعل في صياغة التشريعات والسياسات العامة.

شائعات ولكن!

كثرت على وسائل التواصل الاجتماعي الشائعات في محاولات اغتيال أو تهديد النساء، لإفشال انجذابها، وممارسة دورها في ترشحها للبرلمان الانتخابي وهو أحد أسباب العزوف، وقد نفتها ياسين جملة وتفصيلاً، مؤكدة أن هناك بعض الأشخاص يمارسون التنمر الاجتماعي على المرأة، وخاصة في المجتمعات المتحفّظة التي تحصر دور المرأة في البيت وتربية الأطفال.

وقالت: “نحن النساء عامة، وجمعية بصمة أمل خاصة في إدلب نمارس دورنا على أكمل وجه، ولكن الخوض في غمار الحياة السياسية في ظل سوريا الحرة ليس بالأمر السهل، وهو ما يحتاج وقتاً وجهوداً يبذلها الأفراد والمؤسسات”.

واختتمت ياسين بالقول: إن تمكين النساء في البرلمان يعني تمكين المجتمع بأكمله، لأن المرأة حين تُمنح الثقة والمساحة، تُحدث تغييراً حقيقياً في الخطاب والسياسات باتجاه مزيد من العدالة والمساواة.

ضعف تمثيل المرأة

وبدورها تؤكد مدير مكتب الخدمات الاجتماعية والخدمية ودعم الأسرة في الجالية السورية في فرنسا تاليا شهاب الحجازي أن انتخابات مجلس الشعب السوري لعام 2025 ، ورغم كل ما تمر به سوريا بعد أربعة عشر عاماً من الحرب والتحرير، وما يرافق ذلك من عدم استقرار أمني واقتصادي، فإن نتائج الانتخابات تُعد مقبولة نسبياً ضمن هذه الظروف الصعبة، لا يمكن إنكار أن العملية الانتخابيّة تمت وسط تحديات كبيرة، سواء من حيث التنظيم أم المشاركة الشعبية، ومع ذلك فهي خطوة ضرورية في طريق إعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الحياة السياسية.

وأضافت الحجازي: “لكن الملاحظة الأبرز هي ضعف تمثيل المرأة في المجلس الجديد، وهو أمر مؤسف، رغم أنني لا أرى أن الحكومة منعت النساء من الترشح، والمشكلة برأيي تكمن في الخوف الاجتماعي والأمني الذي سيطر على كثير من النساء، خاصة بعد تلقي بعض المرشحات تهديدات مباشرة من ميليشيات خارجة عن القانون، وصلت في بعض الحالات إلى محاولات اغتيال أو ترهيب، هذا الجو من التهديد والعنف جعل كثيرات يعزفن عن الترشح، وحتى اللواتي خضن التجربة، واجهن عزوفاً من الناخبين أو ضعفاً في الدعم من الكتل الانتخابية الذكورية.

آخر الأخبار
لقاءات ندية في دوري المؤتمر كومباني وفابريغاس.. جيل مدربين شباب يصنع مستقبل الكرة الأوروبية الحياة تعود إلى ملاعبنا بعد منتصف الشهر القادم صوت النساء في مواجهة العنف الرقمي صورةٌ ثمنها مئات آلاف الشهداء المواطن يدفع الثمن واتحاد الحرفيين يعد بالإصلاح عندما تكون المنتخبات الوطنية وسيلة وليست غاية! أولى أمطار دمشق تكشف ضعف جاهزية شبكات التصريف خبراء: "يتم حشد المكونات السورية على طاولة العاشر من آذار" العنف ضد المرأة.. جروح لا تندمل وتحدٍّ ينتظر الحلول مندوب سوريا الدائم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: مرحلة جديدة من التعاون واستعادة الحقوق السورية جولة المفاجآت الثقيلة في دوري أبطال أوروبا مواجهات قوية في الدوري الأوروبي الذكاء الاصطناعي التوليدي .. أنسنة رقمية أم تكامل تنموي؟ مع ولادة اتحاد الكرة الجديد كيف ترى خبراتنا الرياضية مستقبل الكرة السورية؟ فعاليات اقتصادية تطالب بتكافؤ العلاقة التجارية بين سوريا والأردن كرنفال رياضي ثقافي بذكرى التحرير بحمص كأس العرب (FIFA قطر 2025) وفرصة المشاهدة عن قرب نقص الأدوية في المشافي الحكومية.. وزارة الصحة تكشف الأسباب وتطرح خطة إصلاح لقب (حلب ست الكل) بين حمص الفداء والأهلي