ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
قبل الانتخابات النيابية الأخيرة في تركيا كان يقول أردوغان للأتراك: «اعطوني 400 نائب وخذوا الاستقرار والرفاهية» ومع ذلك لم يعطه الناخب التركي ما أراد فكان ما كان وبدأت مرحلة أخرى تداعياتها خطرة جداً على الداخل التركي بإعلان أردوغان عن اتفاقه مع واشنطن في وضع قاعدة إنجرلك تحت تصرف واشنطن وحلفائها واستغلال الفرصة لضرب حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية وداخل المدن التركية في جنوب شرق بلاده، وذهب إلى انتخابات نيابية مبكرة بداية تشرين الثاني المقبل أملاً في الحصول مجدداً على الـــ400 نائب التي تمكنه من حكم تركيا بحزب واحد وإجراء التعديلات الدستورية التي تجعل منه حاكماً عثمانياً جديداً، مهما كلف ذلك من إراقة دماء الأتراك والأكراد والقيام بكل ما من شأنه منع أكراد تركيا من الوصول إلى البرلمان مجدداً والتي كان في الانتخابات السابقة يستفيد منها لصالحه وتصب في سلة حساباته الانتخابية والرئاسية قبل أن يفقدها في الانتخابات الأخيرة.
وفي حال عدم حصول ذلك فإن أردوغان الغارق بدماء السوريين يهدد باستمرار لعبة الدم التي يتقنها ويغرق مجدداً بمستنقع حرب عرقية بين الأتراك والأكراد بعد أن اشتم رائحة الدم وأصبحت ضرورة له لاستمرار حكمه من دون النظر إلى عدد الضحايا الأبرياء، متجاوزاً دوره كرئيس للجمهورية التركية من واجبه الحفاظ على أرواح مواطنيه وحماية الحياة الديمقراطية التي أشبعها إذلالاً باعتقاله المستمر والمتكرر للقضاة والصحفيين وكل من ينتقد طريقة إدارته الحكم، لقد وصلت الأمور في تركيا إلى ذروة الانفجار بعد أن استأثر الإخوان المسلمون ممثلين بحزب بالسلطة لمدة ثلاثة عشر عاماً، وهم الذين يأتون تسللاً عبر صناديق الاقتراع، ولكن يصعب عليهم مغادرة الحكم عبر تلك الصناديق مجدداً ما يمكن أن يولد صراعاً داخلياً تركياً بين المكونات السياسية والعرقية بسبب هذا التوحش الإخواني الذي مله الشعب التركي بمعظم مكوناته ولم يعد يقنعه ما يفعل هذا الحزب المثقل بالفساد ورائحة الدم.